تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

الخطوة الثانية للثورة: التنافس على مداهنة الولي الفقيه 

لقد أصبح بيان آية الله خامنئي، المعنون بـ"الخطوة الثانية للثورة"- كما كتب هو نفسه، ودعا إليه- "فصلًا جديدًا" في "حياة الجمهورية الإسلامية"؛ وتحول إلى نقطة انطلاق للتنافس بين شرکاء النظام، لتمجيد وجهات نظر المرشد والثناء على الشخص الأول في النظام.

لقد أدركت الجهات السياسية الفاعلة المرتبطة بکتلة السلطة، أكثر فأكثر وبوضوح، أن مدح المرشد أمر مفيد من أجل مواصلة الحفاظ على مواقعها في النظام وتعزيزها، وهو الاتجاه الذي يعزز الإستبداد والانفراد بالسلطة في النظام السياسي.

على الرغم من أن الدعاية الواسعة والنشر المکثف لهذا البيان، کان مفروضًا على المؤسسات الحكومية، لکن يبدو أن "اقتباسًا" واحدًا أجَّج جولة جديدة من التنافس بین المسؤولين من أجل الاحتفاء بالبيان.

بدأت القصة، بعد أربعة أيام من نشر هذا البيان، حين أشار آية الله “شب زنده دار”، عضو مجلس الصيانة والمحاضر في الحوزة العلمية، خلال محاضرته، إلى لقائه مع آية الله خامنئي، قائلا: "قال المرشد: لقد تعبت على هذا البيان کثیرًا، ليس من عادتي إذا كتبت شيئًا ما، أو قلت شيئًا ما، أن أطلب من الآخرين العمل عليه، لكنني حول هذا البيان أقول ذلك”.

لقد صرَّح رجل الدين المعيّن من قبل خامنئي بأن "المرشد يطلب ويريد العمل على هذا البيان".

وقد انتشر هذا الأمر بسرعة كبيرة، وجاءت ردود فعل شرکاء نواة النظام الصلبة واحدًا تلو الآخر.

قال المتحدث باسم هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة، أحمد خاتمي، إن دراسة هذا البيان ستكون موضوع الاجتماع القادم لمجلس الخبراء في مارس (آذار) الحالي.

وقيّم بيان آية الله خامنئي بـ"العميق جدًا"، وقال: "بالطبع، تصريحاته الأخرى عميقة أيضًا، لكن هذا البيان هو خارطة الطريق الثانية للثورة، وبدلا من دعوة ضيف للحديث عنها، طلبنا من 16 متحدثًا التحدث حول هذه القضية”.

وقال صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية، احتفالاً بالبيان: "الألفاظ والكلمات لا تكفي للتعبير عن الروح المعنوية الموجودة فيه”.

کما أکَّد رئيس السلطة القضائية: "ما خلف کواليس هذه الکلمات، يبدو كما لو أن أستاذًا حلل طريقًا طويلاً، اجتازه بنفسه ويعرف انحناءاته جيدًا، وقد كشف الطريق للشعب".

واتخذ محسني إجه إي، المتحدث باسم السلطة القضائية، خطوة أعلى في الإشادة بکاتب البيان، حيث وصف المرشد الأعلى بأنه "قائد رباني حقًا". 

واعتبر نائب رئيس السلطة القضائية تصريح مرشد الجمهورية الإسلامية "شاملاً وكاملاً ورحيمًا وحكيمًا وشجاعًا"، مضيفًا: "في الواقع، عندما يرى الإنسان هذا التصريح، يفتخر ويشعر بالغرور، لأننا اليوم نعيش تحت راية المرشد الأعلى”.

وتزامنًا مع هذه الاحتفالات والتقديرات وما شابه، لم ينس حسن روحاني تمجيد آية الله خامنئي. وکتب في رسالة بعث بها إلی المرشد الأعلی: "إن إصدار الإعلان الاستراتيجي لسعادتك نفخ روحًا جديدة في شعب إيران العظيم”.

كما وصف روحاني بيان مرشد الجمهورية الإسلامية بـ"التاريخي"، و"الذکي"، وأكد أن "الحكومة تدرك واجبها في تنفيذ توصيات سماحتکم الاستراتيجية”.

كما كان لكبار المسؤولين العسكريين حضور نشط في مسابقة التمجيدات والاحتفالات؛ على سبيل المثال، قال نائب قائد الحرس الثوري إن بيان "الخطوة الثانية" كان "أعظم إنجاز للثورة الإسلامية".. كما أعلن وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة عن "مراجعة خطط الدفاع وفقًا لبيان الخطوة الثانية للمرشد الأعلى للثورة”.

الإشادة ببيان "الخطوة الثانية"، شمل "مراجع التقليد" المقربين من النظام أيضًا، فوصف آية الله مكارم شيرازي بيان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بأنه "شامل وذو معنى ودقيق"، وقال: "الإخلاص والشكر غير كافيين؛ يجب تشكيل مجموعات عمل قوية لتحقيق ذلك”.

كما أن آية الله نوري همداني وهو من "مراجع التقليد" المقربين من نواة النظام الصلبة، قام بالإشادة بهذا البيان.

وقد حدث كل هذا، بالإضافة إلى جهود وسائل الإعلام، ومنابر صلاة الجمعة، والمؤسسات الحكومية، لنشر هذا البيان والترويج له.

إن سلوكيات المداهنة والثناءات المذکورة آنفًا، تفضح تشديد الاعتماد على "الشخص الأوَّل في نظام الجمهورية الإسلامية"، بعد أربعين عامًا، وهو اتجاه للحصول على مكان أعلى في النظام، بالاعتماد على مدح مواقف هرم النظام السياسي والحصول على رضاه.

وبعبارة أخرى، فإن الدعاية للاستبداد القائم على الهيكل السياسي للسلطة، ونهاية طرق السلطة إلى "الولي الفقيه" وآرائه، بعد أربعة عقود من انتصار الثورة، قد بلغت ذروتها.

إن شركاء النظام، في منافسة غريبة، لا يحاولون الحلول دون تکدیر خاطر آية الله خامنئي فحسب، بل یسعون إلی کسب رضاه عنهم. الممثلون السياسيون (من الرئيس، إلى أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، والبرلمانيين)، يرجعون "للمرشد"، من أجل تطوير مشاريعهم وتحقيق أهدافهم.

وفي نفس الوقت الذي يفتقر فيه خطاب المرشد الأعلى إلی مفاهيم مثل التطور السياسي، اتسعت وتيرة عملية المداهنة للشخص الأول في النظام، وانتهت طرق صنع القرار وإدارة البلاد إليه (خامنئي).

هل سيؤدي هذا الوضع إلى استمرار وتعزيز الجمهورية الإسلامية، أم مثل كثير من التجارب التاريخية (بما في ذلك النظام الشاهنشاهي في إيران)، سيكون عاملاً في تقويض النظام الذي يعتمد على الشخص الحاكم؟

 

 

محلل سياسي وخبير في الشأن الإيراني
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More