تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

هل أصبح آية الله خامنئي رجلاً "وطنيًا"؟

مع ارتفاع معدل الاستياء في إيران، وزيادة حدة الضغوطات نتيجة العقوبات الأميركية، أصبح خطاب قائد الجمهورية الإسلامية تفوح منه المزيد من رائحة الوطنية.

ما طرحه آية الله خامنئي في خطابه الذي ألقاه الشهر الماضي في تجمع عناصر التعبئة في ملعب "آزادي" الرياضي، أمر غير مسبوق، و"لب الحديث" الذي قاله في ذلك الخطاب الدعائي هو تأكيده على: "عظمة إيران أولاً، وقوة الجمهورية الإسلامية ثانيًا، واستحالة هزيمة الشعب الإيراني ثالثًا".

مما لا شك فيه أن هذا الخطاب يعد من أهم خطاباته عن "إيران" كونه صادرًا عن الرجل الأول في النظام، حول هذا الموضوع الهام والحساس.

إن هرم النظام السياسي في خطابه المذكور ومن خلال تأكيده على مفهوم "عظمة إيران" وتكراره لهذا المصطلح، يعتبر "أمرًا تاريخيًا"، حيث قال: "إن عظمة إيران أمر واضح للعيان، وإن أي منصف، مضطر لكي يصدق ذلك". 

إضافة إلى ذلك، فإنه في خطابه قد استفاد من تعبير "إيران العزيزة"، وليس "إيران الإسلامية".  

كما أنه في الوقت نفسه لم ينس أنه قد انتقد الأوضاع قبل وقوع الثورة، ومن هذه الرؤية صرح قائلا: "مما يدعو للأسف أن عظمة إيران وخلال القرنين الماضيين التي سبقت الثورة قد تم إهمالها".  

وبعد أسبوعين من هذا الخطاب استخدم مرشد الجمهورية الإسلامية، في أحد لقاءاته مصطلحًا مشابهًا، حيث أكد على ضرورة "تقوية الهوية الوطنية" وإن كان لم ينس التأكيد على مفهوم "إيران الإسلامية"، كما أنه قال لمخاطبيه الجامعيين: "إذا كان عملكم النخبوي يتم تحت علم الاستقلال الوطني والهوية الوطنية فإن قيمته سوف تتضاعف".

ولم تعد التأكيدات على "المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بإيران الوحيدة التي استخدمها آية الله خامنئي، وإنما يمكن القول بكل ثقة إنه وخلال الأسابيع الماضية قد استفاد منها وبأشكال مختلفة وبارزة".

لقد تحدث مرشد الجمهورية الإسلامية، وفي أكثر من مناسبة عن عزة وعظمة الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية أو الأمة، والأمة الإسلامية الإيرانية، مؤكدًا على الطابع الإسلامي الإيراني والهوية الإسلامية للإيرانيين".  

وكما أنه أوصى في عام 2011 وأثناء اللقاء الذي جمعه مع رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة آنذاك وقال: "يعد هذا فخرًا أن يتم الاعتماد على إيران بعد الإسلام، لأن الفخر الذي شهدته إيران في المرحلة الإسلامية لم تشهده في أي من مراحلها التاريخية الأخرى".

وهناك شواهد أخرى، فقد وصف في عام 1998، الشعب الإيراني بـ"الإيراني"، و"المسلم"، الذي "ينشد عزة وعظمة إيران الإسلامية".

وفي لقاء له مع مسؤولي مركز التربية الفكرية للأطفال واليافعين عام 1998، أعرب عن وجهة نظره قائلا: "إذا كنا نفكر حقًا بالأهداف الإسلامية والوطنية وعظمة إيران والإيراني، يجب علينا أن نولي جل اهتمامنا لتربية الأطفال واليافعين".  

إن تصريحات من هذا القبيل نادرًا ما صرح بها المرشد أية الله خامنئي خلال العقود الثلاثة الماضية، ولكن على ما يبدو مع اشتداد الأزمة في العلاقات بين طهران وواشنطن ومع ازدياد الأزمات الاقتصادية بفعل العقوبات الأميركية ازداد حافز الشخص الأول للنظام حول الاستناد على المزيد من المفاهيم الوطنية.    

صناعة "الوطنية" بـ"الموالي – والمعارض"

إن تأكيد مرشد الجمهورية الإسلامية، في خطاباته، على "عظمة إيران" ومفاهيم مشابهة يتم في وقت تستمر فيه الصناعات، "الموالي والمعارض"، السياسية والآيديولوجية للخلية الأساسية للسلطة، على سبيل المثال:  

إن أهل السنة يعانون من قيود دينية واجتماعية كبيرة، كما تعرض رجال الدين أهل العرفان (الدارويش) من أهالي غناباد إلى أعمال عنف واسعة، النساء ونشطاء المجتمع المدني الذين احتجوا ضد الحجاب الإجباري صدرت بحقهم أحكام قضائية قاسية وتعرضوا للسجن والقمع، الجبهة الوطنية الإيرانية وبقية الجمعيات السياسية ذات الهوية الوطنية، مثل: (نهضة الحرية، مجلس النشطاء الوطنيين الدينيين، واتحاد الكتاب الإيرانيين)، منعوا من إمكانية ممارسة أي نشاط حر، وحرموا من الأمن الاجتماعي، كما تقوم المؤسسات الأمنية والبوليسية بمنع الاحتفال بتجليل ذكرى يوم كورش وحضور المواطنين الإيرانيين في محل باسارجاد (مدفن كورش)، كما أن أنصار الدكتور مصدق محرومون أيضا من الحضور أمام مرقده وتجليله، وحتى نشطاء حماة البيئة أيضًا لم يسلموا من هذه المواجهة الأمنية، و...

إن هذه القائمة تطول، لأن التوجهات الاستبدادية وضعت ومنذ ما يقارب الثماني سنوات قادة الحركة الخضراء (موسوي وكروبي والسيدة رهنورد) تحت الإقامة الجبرية دون أي محاكمة، أو أنها منعت الوجه الرائد الأول لمعسكر الإصلاح في إيران (السيد خاتمي) من أي تحرك اجتماعي- سياسي. 

الوطنية من أجل تكريس الاستبداد

يتحدث آية الله خامنئي عن "إيران" في وقت تزداد فيه الميزانية العسكرية – الأمنية الطائلة في المنطقة، وذلك من أجل استمرار مغامراته واستبداد حكومته، مفضلا ذلك على القضاء على الفقر والبطالة، وبخاصة في مناطق البلاد المحرومة والمدن المهمشة.

كما أننا نرى مرشد الجمهورية الإسلامية وفي بعض من خطاباته يبرر التواجد العسكري– الأمني  الإيراني الباهظ الثمن في سوريا من منظور "العمق الاستراتيجي" ومن زاوية الدفاع عن "الوطن".

وفي الوقت الذي يؤكد فيه المرشد على الأمن والمصالح الوطنية، نرى أن الأجهزة الطويلة العريضة  الحكومية المرتبطة بشخصه تنشر وتروج الآيديولوجيا الرسمية، على سبيل المثال لا الحصر، فإن مصباح يزدي رجل الدين الذي يحظى بدعم المرشد، صرح قائلا: "إن طرح مفهوم حب الوطن هو شعار من مخلفات المرحلة الجاهلية".  

وفي ظل مثل هذه الأوضاع، فإن مواقف مرشد الجمهورية الإسلامية التي تبدو في الظاهر وطنية، لا تثير أي رغبة وثقة وحسب، وإنما تدعو إلى التأمل.

باستثناء أقلية اجتماعية تدافع عن المرشد، فإن لجوء رأس هرم النظام السياسي إلى مصطلحات وطنية تواجه ترحيبًا على أقل تقدير من شريحتين من القوى السياسية، شريحة تعتقد أنه ومن خلال التعاطف والتضامن مع المرشد تستطيع التواجد في بنية السلطة السياسية وأنها سوف تؤثر تدريجيًا، ومجموعة أخرى تساند التوجهات العسكرية– الأمنية لآية الله خامنئي في المنطقة ويرون أنه حريص على وحدة أراضي البلاد.

باستثناء هاتين الشريحتين، والحماة التقليديين للسلطة المركزية، من المستبعد أن تعتقد الغالبية العظمى من المواطنين بخطاب مرشد النظام،  الذي يبدو ظاهريًا، على أنه وطني.

لم يصبح آية الله خامنئي "وطنيًا"، وإنما ومن أجل استمرار استبداده يحاول التمسك بمفتاح  المصطلحات الوطنية.

يمكن اعتبار زعيم الجمهورية الإسلامية بمثابة رائد لتيار ذي توجهات "يمينية" بغطاء يدعو إلى العدالة، والمفاهيم الوطنية، كوسيلة من أجل تحقيق مخططاته السياسية وتحكيم سلطته الاستبدادية.

ويسعى هذا التيار إلى التمسك والاستمرار بالحكم في ظل المشاكل الاقتصادية والمعيشية، وتزامنًا مع تصاعد الفجوة الطبقية من أجل دوام توجهاته الفاشية وغير الديمقراطية والاستبدادية.

 

محلل سياسي وخبير في الشأن الإيراني
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More