بدء عملية حذف 4 أصفار من العملة المحلية الإيرانية
ذكر البنك المركزي الإيراني، أن الحكومة الإيرانية ستتابع تنفيذ عملية حذف 4 أصفار من العملة المحلية، بناء على مقترح البنك المركزي الإيراني لتعديل النظام النقدي للبلاد، وجاء ذلك بعد الكثير من المناقشات في وسائل الإعلام والدوائر المتخصصة في هذا الموضوع، خلال الأشهر الأخيرة.
وأشار البنك المركزي أمس الثلاثاء 16 أبريل (نيسان) إلى ضرورات وفوائد هذه العملية، بما في ذلك "الارتفاع الملحوظ في حجم العملات الورقية في التعاملات النقدية، واستخدام الأرقام الكبيرة في المعاملات اليومية البسيطة والمسائل الحسابية الناتجة عنها، وغياب المسكوكات من التبادلات الاقتصادية، وانخفاض قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية الأخرى، وعدم استخدام اسم العملة الرسمية (الريال) واستبدالها بالاسم غير الرسمي (التومان)، وتهالك العملات النقدية بسبب الاحتفاظ بأعداد كبيرة منها، وتوفير تكلفة الطباعة ونشر العملة الورقية، فضلاً عن تهالك أجهزة الصراف الآلي".
وتعكف اللجنة الاقتصادية بمجلس الوزراء الإيراني على دراسة هذا المقترح الذي سيقدم "التومان" باعتباره العملة الوطنية الجديدة، وتكون قيمة التومان الواحد تساوي 10 آلاف ريال حالي.
ويتوقع البنك المركزي أن تتم هذه العملية في غضون 24 شهرًا عن طريق استبدال الأوراق النقدية والمسكوكات القديمة بأموال جديدة.
وكان التضخم في الاقتصاد الإيراني قد تسبب، على مدى العقود الأربعة الماضية، في أن ينخفض سعر الريال باعتباره العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، فيما يحاول البنك المركزي احتواء هذه الأزمة من خلال عملية حذف أربعة أصفار من العملة المحلية.
ويعتقد كثير من الخبراء الاقتصاديين أن الزيادة في القيمة الاسمية للعملة الوطنية، إن لم تكن مصحوبة بإصلاحات مناسبة في النظام النقدي والمصرفي الإيراني، فستكون خسائرها أكثر من فوائدها.
كما تعد ضرورة إصلاح النظام المصرفي واستقلال البنك المركزي- عن طريق تغيير دوره من تاجر بورصة النفط في السوق إلى دور المشرف على النظام المصرفي والسياسة النقدية- واحدة من أهم القضايا التي يؤكد عليها الاقتصاديون.
وتُظهر التجربة الدولية أيضًا أن عملية حذف أصفار من العملة الوطنية في بلدان مثل هولندا وتركيا، أعقبتها إصلاحات اقتصادية كبرى، وكانت ناجحة جدًا، أما في بلدان مثل البرازيل والأرجنتين وزيمبابوي وفنزويلا، فعلى الرغم من حذف الأصفار من العملات المحلية لمرات عديدة، إلا أن العملية لم تتمخض عن نتائج إيجابية.