إيران تستثمر في أطفالها ببرامج تحاكي عمليات "مدافعي الحرم"
قامت مؤسستان دينيتان بدعم من الحرس الثوري الإيراني في مدينة شاهرود التابعة لمحافظة سمنان الإيرانية، شمال شرقي البلاد، بتدشين برنامج يسمى "محاكاة عمليات مدافعي الحرم" للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 14 سنة.
ووفقًا للملصق الرسمي لهذا البرنامج، والذي هو بعنوان "البحث عن النجوم"، والذي تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، يتولى "مقر فاطر الثقافي والمذهبي"، و"مقر دين ياران الثقافي" مهمة تنفيذ المحاكاة.
وكان موقع "باسيج نيوز" قد أعلن في فبراير (شباط) الماضي عن تسجيل وإقامة هذا البرنامج بشكل أسبوعي في مكان إقامة صلاة الجمعة في شاهرود.
كما تم الإعلان في ملصق هذا البرنامج عن إطلاق النار والانفجار لمحاكاة عمليات "مدافعي الحرم"، للأطفال.
يشار إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من الحكومة، تستخدم مصطلح "مدافعي الحرم" للإشارة إلى المجموعات العسكرية التي دربها الباسيج والحرس الثوري الإيراني، وتم إرسالها إلى بلدان مثل سوريا والعراق.
وقبل هذا الخبر، أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري في مارس (آذار) 2018 عن إقامة برامج مماثلة في مجال التدريب العسكري للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 13 سنة في مدينة الحويزة التابعة لمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران.
وتابعت "فارس" أن الأطفال تعرفوا خلال هذا البرنامج من كثب على "الأسلحة النارية وحرب المدن".
استثمار الحرس الثوري في التدريب العسكري للأطفال
يشار إلى أن إقامة برامج تعليمية في مجال القضايا العسكرية من قبل الحرس الثوري والباسيج بدأت منذ عقدين في إيران.
وكانت وسائل الإعلام قد أعلنت، في وقت سابق، عن إنشاء مراكز وحدائق بدعم الحرس الثوري في بعض المدن الإيرانية من أجل إقامة دورات تدريبية عسكرية للأطفال.
وأفاد موقع "رجانيوز" الإخباري، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، بتدشين حديقة بعنوان "مدينة ألعاب أطفال الثورة" في منطقة "كوه سنغي" التابعة لمدينة مشهد، شرقي إيران.
ويتم في هذه الحديقة تعليم الأطفال القضايا الدينية والعقائدية، ومعرفة المراقد المذهبية وكيفية الدفاع عنها، وقضايا الثورة، وكيفية استخدام الأسلحة على شكل ألعاب.
ويقوم الحرس الثوري منذ عام 1997 بإقامة برامج مماثلة على مستوى البلاد، بما فيها قوافل "راهيان نور" (السائرون على طريق النور) التي تقام كل سنة للأطفال والتلاميذ في مناطق حرب الثماني سنوات التي اندلعت بين العراق وإيران، كما تقوم الجهات المسؤولة بتعليم الأطفال في المجالات العسكرية والعقائدية.
وواجهت أنشطة الحرس الثوري الإيراني في تعليم الأطفال والتلاميذ الشباب على شكل إقامة معسكرات وبرامج تدريبية خلال السنوات الأخيرة، واجهت انتقادات كثيرة من قبل الأوساط الداخلية والدولية.
وقد أشارت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، إلى قيام الباسيج بتعليم الأطفال في المدارس الإيرانية، وقيام الحرس الثوري الإيراني بإرسال التلاميذ إلى المناطق الحربية.
وقالت هيلي، خلال كلمة لها في مجلس الأمن، إن إيران تقوم "بتجنيد وتعليم الأطفال في سن الـ12 في مجال الحرب في سوريا".
إلى ذلك، أثارت حوادث المرور لحافلات قوافل "راهيان نور" خلال السنوات الماضية جدلاً واسعًا في إيران، وأدت إلى انتقادات كثيرة وُجهت للجهات المنفذة من قبل المسؤولين الآخرين وأهالي التلاميذ.
يذكر أن حادثة سير لإحدى قوافل النور هذه والتي حدثت عام 2012 أسفرت عن مقتل 26 تلميذة من مدينة بروجن التابعة لمحافظة جهار محال وبختياري، وقد انتقد البرلماني الإيراني، حميد رضا عزيزي فارساني، كيفية إقامة هذه المعسكرات، قائلا: "من المؤسف أن تتفتت نخبنا في البلاد مثل أوراق الزهور وليس هناك من يجيب".
وفي المقابل، اعتبر قادة الحرس الثوري ومنظمة الباسيج أن هذه الانتقادات هي محاولة "لتشويش الرأي العام".