ردود الفعل الدولية على إدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية
قوبل إدراج اسم الحرس الثوري الإسلامي على قائمة الجماعات الإرهابية، من قبل الولايات المتحدة، بردود فعل مختلفة من الحكومات والقادة في جميع أنحاء العالم.
بنيامين نتنياهو، الذي كان في منافسة برلمانية للاحتفاظ بالسلطة لولاية خامسة لرئاسة وزراء إسرائيل، هو أول من احتفل بهذه الخطوة، حيث خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة له في "تويتر"، ترامب بـ"صديقي العزيز"، وشكره على توقيع هذا القرار. كما زعم في تغريدته أن القرار قد اتخذ على أساس "طلبه المهم" من ترامب.
وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية، اعتبرت خطوة ترامب هذه هدية دعائية لنتنياهو في الانتخابات البرلمانية. وقال رُز زيمت، الأستاذ والخبير في شؤون إيران بجامعة تل أبيب، إن هذه المسألة نوقشت منذ فترة طويلة، لكنها نُفذت تزامنا "مع الانتخابات الإسرائيلية".
ومن بين الدول العربية، أظهرت البحرين أول رد فعل، حيث اعتبر بيان وزارة الخارجية هذه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة خطوة مهمة "بشأن الحرس الثوري الذي يلعب دورًا خطيرًا في انعدام الأمن في المنطقة".
كما رحبت المملكة العربية السعودية هي الأخرى بالخطوة الأميركية، وفسرت وكالة الأنباء السعودية الحكومية قرار ترامب بأنه "استجابة لطلب المملكة القديم منذ فترة طويلة بمواجهة المجتمع الدولي للإرهاب الذي تدعمه إيران"، علمًا بأن السعودية، والبحرين، أدرجتا الحرس الثوري وقاسم سليماني، قائد فيلق القدس، على قائمتيهما الخاصة بالجماعات الإرهابية منذ فترة.
أوروبا تطلب الهدوء
وبعد يوم من انتشار خبر إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب الأميركية، ورد فعل إيران، أعلنت فرنسا موقفها، حين أكد جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، ردًا على سؤال أحد الصحافيين عن خطوة أميركا، بأن بلاده ملتزمة بالاتفاق النووي، وقال: "نحث الجميع على تجنب التوترات المتزايدة التي تهدد أمن المنطقة".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية لجمهورية إيران الإسلامية "إرنا"، عن أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية البريطانية، رأي لندن حول قرار ترامب، حيث قال- وفقًا لما نقلته "إرنا"- في جملة واحدة: "هذا القرار الأميركي يتعلق بتلك الدولة نفسها".
روسيا والعراق وسوريا: قلق بشأن انعدام الأمن في الشرق الأوسط
ورغم أن كبار المسؤولين الروس، ظلوا صامتين بشأن هذا الخبر، فقد انتقد نائب في مجلس الدوما خطوة ترامب، حيث اعتبر أنطون موروزوف، عضو لجنة الشؤون الدولية، أن هذه الخطوة تتعارض مع القانون الدولي، قائلا: "من عواقب إدراج القوة العسكرية لبلد ما في قائمة الإرهاب هو تعرّض أمن منطقة الشرق الأوسط للخطر".
وفي حديث مع وكالة الأنباء الرسمية للحكومة الإيرانية، قال موروزوف إن الإجراءات الأميركية في سوريا لدعم الجماعات الإرهابية تسببت أيضًا في زعزعة الأمن في المنطقة.
وفي سوريا، أُعلن عن رد الفعل على أمر ترامب في وكالة الأنباء الحكومية الرسمية، حيث كتبت "سانا" أن "الجمهورية العربية السورية تدين بشدة قرارات الحكومة الأميركية ضد الحرس الثوري، وهذه القرارات هي اعتداء وهجوم على سيادة الجمهورية الإسلامية"، ثم وصفتها وزارة الخارجية السورية بأنها انتهاك صارخ لسيادة إيران.
وفي العراق، كانت الردود الرسمية أكثر هدوءًا من ردود روسيا وسوريا، ويأتي هذا في حين تتوسع العلاقات الدبلوماسية والاتفاقيات الاقتصادية العراقية مع إيران، كما أن رئيس الوزراء العراقي كان في طريقه إلى إيران عندما أعلن الخبر. وعلى الرغم من أن جماعات المقاومة الإسلامية في العراق، مثل حركة النجباء، المدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية الأميركية، تطالب بالرد، فإن وزير الخارجية قال إنه سيدرس القضية.
وفي السياق، قال محمد علي الحكيم إن العراق لا يقبل العقوبات الأميركية الأحادية الجانب ضد إيران.
إلى ذلك، أعربت حكومتا قطر وتركيا، بعد يوم واحد من نظيريهما السوري والروسي، عن سبب انتقاداتهما للقرار الأميركي بأنه سيضر بأمن الشرق الأوسط.