قال المرشح لمنصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم الأحد 4 أغسطس (آب)، إن الوكالة يجب أن تتصرف بحزم في الإبلاغ عن حالات عدم امتثال إيران للاتفاق النووي.

وفي تصريح لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، أضاف غروسي أنه "ينبغي على الوكالة أن تبين الأمور كما هي" وأن تنفذ مهمتها في مراقبة تنفيذ الاتفاق النووي بصورة كاملة.

يشار إلى أنه بعد وفاة المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، خلال الشهر الماضي، فقد يحظي الدبلوماسي الأرجنتيني البالغ من العمر 58 عامًا بحظ أوفر لتولي هذا المنصب.

يذكر أن الاتفاق النووي تم توقيعه إبان رئاسة أمانو لهذه الوكالة، حيث يعتبر الأخير شخصية معتدلة في هذا الصدد.

كما تجدر الإشارة إلى أن غروسي يمثل حاليًا بلاده الأرجنتين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال غروسي إن إجراء إيران الأخير بتقليص تعهداتها في الاتفاق النووي، لا سيما رفع مستوى تخصيب اليورانيوم أكثر من الحد المسموح به في هذا الاتفاق، يعتبر "قضية جدية" ويجب النظر فيها "ببالغ الحذر" لتفادي ارتفاع حدة التوترات، مؤكدًا على ضرورة استتباب الاستقرار.

وكان قد تم توقيع الاتفاق النووي بين إيران وست دول كبرى، عام 2015، وفي أعقاب الانسحاب الأميركي الأحادي من هذا الاتفاق في العام الماضي وعودة العقوبات على إيران، أصبح هذا الاتفاق في حالة هشة.

وتؤكد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتى شهر مايو (أيار) الماضي، على التزام إيران بالاتفاق النووي، ولكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت في نفس الشهر أنها قررت تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي بسبب إعادة العقوبات وعدم استفادتها من فوائد هذا الاتفاق.

ولفت غروسي إلى أن الوضع في إيران لم يتغير كثيرًا، وأن طهران لا تزال بعيدة لفترة عام عن الوصول إلى "نقطة ملحوظة"، بينما أحد أهداف الاتفاق النووي هو فرض قيود نووية على الجمهورية الإسلامية بهدف تأخير أي محاولة محتملة للحصول على السلاح النووي.

إلى ذلك، تؤكد طهران أنها لا تسعى للحصول على سلاح نووي، مستندة على فتوى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وفي معرض إشارته إلى رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من قبل إيران، والذي جاء ردًا على عدم تلبية طلبات طهران في الاتفاق النووي، قال غروسي إن هذا الإجراء الإيراني "محاولة مدروسة وسريعة" وستؤدي إلى "أوضاع غير مواتية".

وتابع هذا الدبلوماسي الأرجنتيني أنه على الرغم من وجود أجواء "مظلمة وميؤوسة" في الوقت الراهن الناجمة عن القضية الإيرانية، إلا أن العالم لم يدخل بعد حقبة جديدة من الانتشار النووي، مردفًا أن "الأوضاع الراهنة تمر حاليًا بمرحلة تكامل وتغيير".

وأشار أيضًا إلى تعقيدات الشؤون الدولية، قائلا: "نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نتمتع بجميع العناصر اللازمة للدبلوماسية في جميع الحالات، حتى نتمكن من منع الأزمة النهائية".