نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرًا حول تاريخ المباحثات السرية بين إسرائيل وأميركا، لضرب إيران، مضيفة أن إسرائيل كانت بصدد توجيه ضربة عسكرية أحادية ضد إيران عام 2012، لولا تدخل واشنطن.

وأشار التقرير إلى اعتقاد لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب- لن يكون مثل بعض سابقيه من رؤساء أميركا (جورج بوش، وباراك أوباما)، وأنه لن يعرقل التحرك الإسرائيلي الأحادي تجاه إيران مثلهم، حيث كانوا يحرصون دائمًا على إبعاد تل أبيب عن الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط.

ويتضمن التقرير، الذي نُشر أمس الأربعاء 4 سبتمبر (أيلول)، مقابلات مع عدد من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والأوروبيين الحاليين والسابقين، الذين عرضوا لطبيعة السياسة الأميركية والإسرائيلية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ويوضح التقرير، بشكل مفصل، أن إسرائيل كادت توجه ضربة ضد إيران عام 2012، وأن إدارة أوباما هي التي منعتها من القيام بذلك.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع هذه الصحيفة، أن ترامب قد يهتم أكثر بالتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، مضيفًا: "لكن قدرتنا على التأثير في القرار الأميركي، هذه المرة، ستكون أكثر".

وكشفت "نيويورك تايمز" أيضًا أن البنتاغون، في عهد أوباما، أنشأ نموذجًا مصغرًا دقيقًا من منشأة تخصيب "فردو" في صحراء غربي الولايات المتحدة، وأجرى تجارب لتفجيرها بقنبلة (MOP) فائقة القوة، والتي تزن أكثر من 13 طنًا.

وأضاف نتنياهو أن الأميركيين عرضوا على الإسرائيليين شريط الفيديو عن الانفجار التجريبي للتخفيف من قلقهم وإظهار أن إدارة أوباما ملتزمة بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

وذكر التقرير الصحافي أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية كانت تدخل الأراضي الإيرانية من قواعد في جمهورية أذربيجان لتتجسس على المواقع النووية ومواقع منصات الدفاع الجوي الإيراني. وأن الأقمار الصناعية الأميركية كانت تراقب هذه الأنشطة.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نتنياهو التقى في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2010، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، إيهود باراك في الموساد لمناقشة الخطط الإسرائيلية لمهاجمة إيران مع قادة الجيش الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن إيهود باراك: "سرعان ما آلت الجلسة إلى الجدل، فيما قال القائد العام للجيش الإسرائيلي آنذاك، غابي أشكنازي، إن إسرائيل لم تصل بعد للقدرات العملياتية المطلوبة". 

وأضاف إيهود باراك: "عندما يقول القائد العام: لا توجد قدرة عملياتية، فهذا معناه: لا توجد طريقة أمامكم".

وكشف معدو التقرير أيضًا أن إدارة أوباما كانت ترسل مسؤولا رفيعًا إلى إسرائيل كل بضعة أسابيع لمراقبة نتنياهو ولضمان عدم مهاجمة إسرائيل لإيران بشكل أحادي.

وتقول الصحيفة إن تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي سببه أنه لم يستطع الحصول على موافقة أغلبية الحكومة، كما أكد نتنياهو: "لو كانت الأغلبية معي لفعلت ذلك بلا شك".

وفي هذا السياق، يعتقد دانيال بي شابيرو أن "احتمال إعطاء ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو من أجل مهاجمة إيران، أكثر ورودًا من أن يقوم هو (ترامب) بنفسه بهذا الإجراء، لكننا نعلم أنها مجازفة كبيرة".