
هل قامت "فورین بولیسي" بدعایة "رئاسية" لوزیر الاتصالات الإيراني؟
نشرت مجلة "فورين بوليسي"، مقالاً في عددها الأخير، أثار كثيرًا من الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي المقال الذي نشر أول من أمس الجمعة 25 أكتوبر (تشرين الأول)، فإن الكاتب المقيم في إيران شبّه محمد جواد آذري جهرمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، بإيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، البالغ من العمر 41 عامًا، باعتباره أحد الخيارات الرئاسية للفترة القادمة.
يتكون المقال من 2.100 کلمة، وعلى الرغم من احتوائه علی "الملف الشخصي" في البداية، إلا أنه لا يقتصر فقط على المدح والإشادة بجهرمي، بل إنه في بعض الحالات قدم معلومات خاطئة للقارئ الإنجلیزي بدلاً من تقديم الحقيقة.
وبغض النظر عن هذا الهامش، فإن القضية الأهم هي ما إذا كان هذا المقال دعائیًا أم لا.
في الساعات الأولى من نشر هذا المقال، ادعت قناة علی "التلغرام" أن آذري جهرمي "دفع نحو 50 ألف دولار لهذا التقرير"، وهو ما نفاه سيد جمال هاديان، مدير العلاقات العامة في وزارة الاتصالات، وأعلن عن تقديم شكوى ضد الکاتب. وبعد نحو ساعة من إعلان هذا الخبر، قام كاتب قناة "تعليم الصحافة" بنشر نص اعتذار وحذف الخبر.
والسؤال المطروح الآن هو: هل یمکن نشر تقرير إخباري (دعائي) في إحدى وسائل الإعلام الرئيسية باللغة الإنجليزية، دون وضع علامة أنه إعلان؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكم سيكلف؟ وکیف تتم هذه العملية؟
وصف غير صحيح وغير مكتمل لجهرمي
صحافي مقيم في طهران، وله خط فكري قريب من وزير الاتصالات، يكتب مقالاً يحتوي على بعض البيانات الخاطئة عنه، وينشرها في مجلة "فورین بولیسي". الشيء الوحيد الواضح هو الإشکالیة الجسيمة في وصف نشاط محمد جواد آذري جهرمي خلال فترة وجوده في وزارة الاستخبارات، والمحتوى أحادي الجانب للمقال.
حاول كاتب المقال وصف دور جهرمي في وزارة الاستخبارات بأنه مجرد "التركيز على الأمن السيبراني، وحماية البنية التحتية الرقمية"، وهي معلومة غير صحيحة، حسبما ورد في التقاریر الرسمیة، لأنه قبل أن یجلس علی کرسي وزارة الاتصالات، عرف نفسه علی أنه کان مسؤولاً عن البنية التحتية التقنية لصنع معدات التنصت.
ورغم أنه من الغريب، نشر تقرير حول جهرمي، في مجلة مثل "فورین بولیسي"، دون التحقق من صحة محتواه، والتغطیة علی النقاط المظلمة في سجل عمله، إلا أن مثل هذا الأمر ليس بالأمر الجديد.
في العام الماضي، نشر صحافي في "الغارديان"، سعيد كمالي دهقان، في حسابه على موقع "تویتر" ادعاءً حول مقتل جمال خاشقجي. وقد طلب النقاد من "الغارديان" شرح صحة هذا الادعاء. وفي نهایة الأمر، لم يحدث هذا أبدًا، وتم حذف التغريدات المتعلقة بهذا الموضوع من "تویتر".
وفي ضوء كل ما سبق، ليس من المستبعد أن يتم نشر مقال دعائي لجهرمي في "فورین بولیسي"، على الرغم من أنه لم یتم نشر أي وثيقة لتأكيد ذلك. وقد دعت "إيران إنترناشيونال" مسؤولي "فورین بولیسي" إلى التعليق على الأمر، ولکن لم نتلق أي رد من هذه المجلة حتى الآن.