واشنطن تفرض عقوبات على جامعة دينية بتهمة علاقتها بالحرس الثوري الإيراني
أعلنت وكالة "رويترز" للأنباء، اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر (كانون الأول)، نقلا عن مسؤول أميركي، أن وزارة الخزانة الأميركية أدرجت في قائمة عقوباتها جامعة المصطفى العالمية، وحسن إيرلو، الذي أعلنت إيران أنه سفيرها لدى جماعة الحوثي، في صنعاء.
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي لم يتم الكشف عن اسمه قوله إنه ستتم إضافة إيرلو وجامعة المصطفى إلى قائمة العقوبات المتعلقة بالإرهاب، ووصف التقرير جامعة المصطفى بأنها مركز لنشاطات فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وكانت الحكومة الأميركية قد اعتبرت، في وقت سابق، أن حسن إيرلو هو عضو في الحرس الثوري الإيراني، وعلى صلة بحزب الله اللبناني، وقد تم تهريبه إلى ميليشيات الحوثي في اليمن تحت غطاء سفير إيران، على حد قول المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس.
وأعلنت الخارجية الإيرانية، يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن حسن إيرلو وصل صنعاء، عاصمة اليمن باعتباره سفيرًا جديدًا لإيران في هذه المدينة.
يشار إلى أن ميليشيات الحوثي الشيعية في اليمن تسيطر على العاصمة صنعاء، وأن النظام الإيراني يعترف بهذه الجماعة باعتبارها "الحكومة الشرعية" لليمن.
يذكر أنه عقب الإعلان عن هذا الخبر، احتج وزير الإعلام اليمني في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، على هذا التصرف الإيراني، واعتبره تهديدًا للمنطقة.
كما أن جامعة المصطفى هي الأخرى من المقرر أن تدرج على قائمة العقوبات الأميركية، وتعتبر هذه الجامعة إحدى أهم المراكز الدينية والثقافية التي يشرف عليها المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وقد تم إنشاء هذه المؤسسة الضخمة، في عام 2008، وتضم الآن 500 قسم تعليمي وثقافي وديني تحت إشرافها، بعد بدمج "المركز العالمي للعلوم الإسلامية"، و"منظمة المدارس والحوزات العلمية خارج إيران".
وبحسب مسؤولي الجامعة، فقد استقبلت طلابًا من 130 دولة وتدعم الكثير من الحوزات العلمية والمؤسسات التعليمية في عشرات البلدان، ويمتد نشاطها "من مانشستر ونيويورك إلى مدغشقر وكوستاريكا".
وتلقت الجامعة في العام الحالي الإيراني ميزانية قدرها 309 مليارات تومان من الحكومة، ومن المقرر أن تتلقى في العام المقبل ميزانية قدرها 465 مليار تومان من الحكومة.
وتتمثل المهمة الرئيسية للطلاب المنضمين إلى دعم وتربية الجامعة في نشر التشيع في مختلف البلدان. كما تجلب جمعية المصطفى الشيعة الجدد إلى إيران للقيام بجولات دينية في مدينتي قم ومشهد.
كما انضم بعض خريجي الجامعة الأفغان والباكستانيين إلى "لواء فاطميون"، و"زينبيون" في الحرب السورية.
إلى ذلك، قامت جامعة المصطفى في السنوات الأخيرة بتدريب وإرسال الطلاب إلى دول أميركا الجنوبية، مثل البرازيل والأرجنتين وفنزويلا.
وتولى علي رضا أعرافي منصب رئيس جامعة المصطفى، حتى عام 2018، وبعد تعيينه عضوًا في مجلس صيانة الدستور، أصبح علي عباسي رئيسًا لهذه الجامعة.
وسبق أن اتُهمت جامعة المصطفى بـ"غسيل الأموال وتمويل الأنشطة الإرهابية" خارج إيران؛ ففي عام 2016 طالبت مكاتب الادعاء العام في جمهورية كوسوفو بطرد رجل دين إيراني كان ينشط في البلاد كممثل لهذه الجامعة.
وتم اتهام حسن آذري، زعيم جماعة شيعية صغيرة في كوسوفو، بأنه لم يعلن عن مصادر ومحل إنفاق مئات الآلاف من اليوروهات بين عامي 2005 و2015.
وخلال أزمة تفشي كورونا في إيران، قال مولوي عبد الحميد، إمام جمعة أهل السنة في مدينة زاهدان، إن فيروس كورونا دخل إيران عبر طلاب صينيين يدرسون في جامعة المصطفى.
كما انتقد عبد الحميد جهود جامعة المصطفى العالمية لجذب السنة إلى الشيعة، واصفا سياسة الجامعة بـ"غسل أدمغة الطلاب الأجانب".
تجدر الإشارة إلى أن خبر تفشي فيروس كورونا في إيران بواسطة 700 رجل دين صيني في إيران انتشر لأول مرة من قبل محمد حسين بحريني، رئيس جامعة مشهد للعلوم الطبية، ولكن جامعة المصطفى نفت هذه التصريحات، واعتبرت أن تصريحات مولوي عبد الحميد إهانة لرجال الدين.