وثائق تكشف تورط إيران في الهجوم على قنصلية أميركا في بنغازي 2012
أعلنت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، في تقرير لها، عن وجود وثائق تظهر تورط إيران مباشرة في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، يوم 11 سبتمبر (أيلول) 2012، والذي أودى بحياة 4 أميركيين، بينهم السفير الأميركي لدى ليبيا.
وأكد كينت آر. تيمرمان، كاتب المقال المعنون بـ: "لماذا لا تؤكد الحكومة الأميركية أن إيران هي من مولت هجوم بنغازي؟"، أكد أن الحكومة الأميركية لم تنشر هذه الوثائق حتى الآن، وقد تم الاحتفاظ بها في "أضابير الحكومة" دون أي سبب.
ويستشهد المقال بتصريحات ضباط من وكالة المخابرات المركزية والشركات العسكرية ومصادر في القوات الخاصة الأميركية، مشيرًا إلى وجود ما لا يقل عن 50 وثيقة بهذا الخصوص تحذر من عمليات قوات الاستخبارات الإيرانية في بنغازي.
يشار إلى أن بعض هذه الوثائق تنبأت بهجوم إيراني ضد دبلوماسيين ومواقع أميركية في بنغازي.
وأكدت صحيفة "نيويورك بوست" أن لجنة النواب الأميركيين المسؤولة عن إجراء تحقيقات حول هجوم بنغازي برئاسة تراي غودي، لم تتمكن من التوصل إلى هذه الوثائق.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن قوات الاستخبارات الأميركية كانت تراقب تحركات القوات الإيرانية في بنغازي بدقة في الأشهر التي سبقت الهجوم.
وأضاف كاتب المقال أنه وفقًا لمقاول عسكري في بنغازي، في فبراير (شباط) 2011، فقد كان عملاء فيلق القدس الإيراني يسيرون علانية في شوارع بنغازي، في الأيام الأولى للانتفاضة ضد القذافي. وفي الواقع، "كان وجودهم آنذاك سرًا مكشوفًا".
وأردف أن ضباط المخابرات والأمن الأميركيون في بنغازي وطرابلس، حذروا المسؤولين الأميركيين في صيف عام 2012، بما في ذلك السفير الأميركي آنذاك، من أن الإيرانيين يعدون لهجوم إرهابي على القنصلية الأميركية في بنغازي.
وأدت هذه التحركات الإيرانية إلى أن يبعث رئيس الأمن العسكري وضابط في القوات الخاصة الأميركية في ليبيا، آندي وود، ببرقية إلى قائده في يونيو (حزيران) 2012 بأن الميليشيات المدعومة من إيران (أنصار الشريعة) قد تلقت تمويلا من إيران.
وأكدت الصحيفة أنه طوال فترة إدارة أوباما، تعرض المسؤولون المطلعون على وجود فيلق القدس في بنغازي، للتهديد بالملاحقة القضائية مرارًا وتكرارًا إذا كشفوا عما يعرفونه من معلومات. وكان من بينهم مدير وكالة استخبارات الدفاع آنذاك، الجنرال مايكل فلين.
وأشارت "نيويورك بوست" إلى وثائق تلقتها من مصدر إيراني تتضمن تحويلاً بقيمة 1.9 مليون يورو من خلال عملية غسل أموال من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ماليزيا لتمويل عملياته في بنغازي، ولم يتم الكشف عنها سابقا. وتظهر هذه الوثائق كيف أساءت إيران استخدام النظام المالي الدولي لتمويل هجوم بنغازي.
كما يظهر التقرير أن قوات حزب الله اللبناني تورطت في تنفيذ الهجوم المذكور، بينما لعب أشخاص مثل بابك زنجاني دورًا مهمًا في تمويله.