أكدت وسائل إعلام إيرانية، الجمعة مطلع يناير (كانون الثاني)، وفاة عضو مجلس خبراء القيادة "محمد تقي مصباح يزدي"، إثر تفاقم مرضه.

وكان مكتب "مصباح يزدي" قد أفاد مؤخرًا بتفاقم حالته الصحية، لكن لم تكشف التقارير عن تفاصيل مرضه "المعوي" الذي أدى إلى وفاته.

وكان مصباح يزدي، البالغ من العمر 86 عامًا، عضوًا في المجلس الأعلى للثورة الثقافية ومجلس خبراء القيادة، كما كان رئيس ومؤسس معهد الإمام الخميني للتربية والبحوث وأحد أساتذة "الحوزة العلمية" في قم.

وكان مصباح يزدي وطلابه من أنصار أسلمة العلوم الإنسانية، وأقاموا في هذا الصدد العديد من النقاشات والمحاضرات في الجامعات والمراكز العلمية بالبلاد.

ولعب مصباح يزدي، بعد ثورة 1979، دورًا فاعلًا في توسيع نفوذ المراكز الإسلامية في المؤسسات العلمية والتعليمية من خلال المشاركة في تأسيس "مكتب التعاون بين الحوزة والجامعة".

وكانت آراء يزدي، المقرب من النظام الإيراني، حول الإسلام الأصولي تخلق حالة من الجدل في بعض الفترات، حيث دعا في بعض خطاباته إلى استخدام "العنف" في الحالات التي يتم فيها اتخاذ إجراءات ضد النظام السياسي الإيراني. كما وصف رجل الدين معارضة ولاية الفقيه بـ"الشرك بالله".

ومن آرائه، التي تتنافى مع الديمقراطية، معارضته للتصورات الرائجة حول الشرعية الشعبية؛ حيث رأى أن الناس هم مناصرو "الوليّ الفقيه" ولا يعينونه أو يشرّعون له، وخلص إلى أن اختيار الشعب للحاكم "غير صالح".

ويعد مصباح يزدي، أحد المؤيدين البارزين للمرشد الأعلى علي خامنئي، فقد أشار ذات مرة إلى أن خامنئي "فوق كفاءة الشعب". وكرر العام الماضي أن خامنئي لم يرتكب أي خطأ خلال العقود الثلاثة التي قضاها في السلطة.

وفي المقابل قال خامنئي عن مصباح يزدي: "بأمانة وإنصاف، يمكننا أن نقول إنه اليوم نادرًا ما نجد مثل السيد مصباح".

كما يتم الاستشهاد بمصباح يزدي كأحد منظّري النظام الإسلامي، حيث قال عن النظام الإيراني "إن هناك نعمًا نزلت في ظل الجمهورية الإسلامية لا يفهمها عامة الناس".

ومن بين الشخصيات البارزة في الجمهورية الإسلامية الذين كانوا طلاب مصباح يزدي، يمكن الإشارة إلى: كاظم صديقي، خطيب صلاة الجمعة في طهران، وعباس علي كدخدایي، المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، وغلام حسين إلهام وبرويز داوود، من الوزراء السابقين في حكومة أحمدي نجاد، وعدد من أعضاء جمعية مدرّسي حوزة قم العلمية، بما في ذلك غلام رضا فياضي وعلي رضا إعرافي، وغيرهم.