اتهم عدد من وسائل الإعلام والمسؤولين في إيران، اليوم السبت 31 أغسطس (آب)، اتهموا الاتحاد الدولي للجودو، ورئيسه ماريوس ويزر، بالتآمر ضد الجمهورية الإسلامية، وذلك تعليقًا على لجوء بطل الجودو الإيراني، سعيد ملائي، في ألمانيا.

وفي مساء أمس الجمعة، اتهم موقع مقر عمار السیبري، وهو أحد المراكز المقربة من الحرس الثوري، اتهم الاتحاد الدولي للجودو "بالتآمر ضد الجمهورية الإسلامية" بإعلانه أن ماريوس ويزر عرض على سعيد ملائي أن یقول: (إنهم أمروني، في إیران، أن أخسر)، مقابل حصوله على اللجوء في أي بلد یرغب"، وكتب موقع مقر عمار: "رفض بطل الجودو الإيراني حتى الآن قبول الاقتراح الغريب وغير الأخلاقي من رئيس الاتحاد الدولي للجودو".

وأكد مقر عمار أن "هدف ويزر هو تعليق أنشطة الجودو الإيراني وإلحاق الضرر برياضتنا من أجل مرضاة إسرائيل".

ومع تأکید خبر لجوء ملائي في ألمانيا، اعتبر موقع "مشرق نیوز" المقرب من الحرس الثوري، أن لجوء ملائي في دولة أخرى کان متوقعًا، مشددًا على أنه "رغم انتشار خبر طلب سعيد ملائي اللجوء أو الهجرة، أمس الجمعة، لكن يبدو أن ملائي کان یتابع طلبه منذ فترة طويلة، فعندما تم رفض إرسال ملائي وفريق الجودو بأكمله إلى طوكيو، هدد بالمشاركة في هذا الحدث بشكل شخصي، من خلال الاتحاد الدولي، لذلك تمت الموافقة على إرساله".

وبالطبع، اتهم موقع "مشرق نيوز"، ماريوس ويزر، رئيس الاتحاد الدولي للجودو، بالتخطيط لمضايقة الجمهورية الإسلامية، مضيفًا: "الأخبار الموثقة عن سلوك ماريوس ويزر، رئيس الاتحاد الدولي للجودو، تشیر إلى تخطيط وتنفيذ عمليات المضایقة".

وقال الموقع إن مغادرة ملائي لبعثة فريق الجودو الإيراني في طوكيو، "ووضع حراسة علیه، والضغوط النفسية الشديدة على ملائي، للتنافس مع اللاعب الإسرائيلي، وإرسال سيارة وحارس ألماني وتذكرة له، وخروجه من الفندق متخفیًا، يثبت أن سعيد كان يعاني من أزمة مزدوجة".

وأكد موقع "مشرق نيوز" أن "هذه الخطة بدأت منذ العام الماضي، من قبل ويزر، رئيس الاتحاد الدولي للجودو"، وكتب "مشرق نيوز": "الأخبار والمعلومات تشير إلى علاقة رئيس الوزراء نتنياهو القوية مع ویزر، لذلك فإن المؤامرة المشترکة بین الاتحاد الدولي وإسرائيل واضحة".

الجدير بالذكر أنه في صباح اليوم السبت، أكدت وكالة "فارس" للأنباء، المقربة من الحرس الثوري، لجوء سعيد ملائي، كما تم تأکید خبر لجوء ملائي من قبل مجید زارعیان، رئيس بعثة منتخب الجودو الوطني الإيراني، لكنه كتب: "كل شيء كان محددًا مسبقًا.. قبل السفر إلى اليابان، كان البعض في إيران قد رتبوا لهذه الأمور، وظلوا على اتصال بسعيد".

وأضافت "فارس"، نقلاً عن زارعیان قوله: "كنت في الفريق الوطني إلى جانب سعيد ملائي، في بطولة العالم للجودو، لكن سلسلة من الأحداث المحددة سلفًا تسببت في حدوث أمور هامشیة لمنتخب الجودو الإيراني، وبداية من المنافسة الثالثة، ظهر ملائي مع رجال أمن ویزر (رئيس الاتحاد الدولي للجودو) ولم یسمحوا لي حتی بالاقتراب منه".

وفي هذا السياق، أكد زارعيان أن هناك "خططًا معدة مسبقًا بأن یتنافس اللاعب الإیراني مع اللاعب الإسرائیلي، وجعلوا الأمر يبدو سياسيًا تمامًا، ولكن هزيمة ملائي أمام بلجيكا أربكت جميع معادلات الاتحاد الدولي".

إلى ذلك، نفت وكالة "فارس" للأنباء، أيضًا، تهديد عائلة سعيد ملائي، للضغط عليه ومنعه من الظهور ضد المنافس الإسرائيلي، وکتبت نقلاً عن مجید زارعیان: "هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، هم الذین لقنوا هذا الکلام لسعید، ولم يتصل بنا أحد من إيران لكي نلعب أمام المنافس الإسرائیلي أو لا نلعب، ناهيك بتهديد أسرة سعيد".

وأوضح زارعیان حول عدم عودة ملائي إلى إيران: "بعد انتهاء المباريات أتوا إلى الفندق مع حارس أمن وشاحنة، ونقلوا سعید من الفندق دون إذن مني. کان ذلك إجراءً غیر قانوني، كانت لديه تذكرة للعودة إلى إيران، لكن قوات الأمن لم تسمح له بالرجوع معي، وزودوه بتذكرة ألمانية".

تجدر الإشارة إلى أن هناك من يعتقد بحدوث فجوة كبيرة بين مبادئ الثورة الإيرانية وسلوكياتها التي لم تتغير بل تتشدد أحيانًا منذ 1979، ولا تأخذ في الحساب تغير الأجيال، حيث تؤكد ذلك تعليقات الآلاف من الإيرانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تعليقات معارضة لغالبية المواقف الحكومية.