أهالي المعدومين عام 1988 يضعون الزهور على قبور إعدامات جماعية في طهران
قام عدد من أسر الذين أعدموا عام 1988، في الذكرى الـ 32 للإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين، بوضع الزهور على قبور مجهولة الهوية في مقبرة "خاوران " التي تعد إحدى مقابر الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنه خلال وجود أهالي الذين تم إعدامهم عام 1988 في خاوران صباح الجمعة 27 أغسطس (آب)، أنشدوا القصائد والأناشيد أثناء وضع الزهور على القبور مجهولة الهوية، لكن الشرطة وقوات الأمن فرّقوا أسر المعدومين في خاوران بعد ساعات من حضورهم.
وفي عام 1988، أدت عمليات الإعدام التي نُفذت بأمر مباشر من روح الله الخميني، وتشكيل "لجنة الموت" في صيف هذا العام، إلى مقتل آلاف السجناء السياسيين الذين سبق أن حكم عليهم القضاء الإيراني وكانوا يقضون عقوباتهم.
وعلى مدار الـ 32 عامًا الماضية تعرض العديد من آباء وأمهات هؤلاء المعدومين للتهديد والمضايقة من قبل الأجهزة الأمنية للجمهورية الإسلامية؛ عن طريق الدعاوى القضائية، وفي بعض الحالات تم اعتقالهم وسجنهم، وتوفي الكثير منهم خلال هذه الفترة.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر العام الماضي "مما لا شك فيه أن هذه المعاناة المعذبة التي لحقت بأهالي الضحايا منذ أكثر من 30 عامًا تنتهك مبدأ الحظر المطلق للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية التي يجرّمها القانون الدولي".
يشار إلى أنه في صيف عام 1988، تم إعدام نحو 5 آلاف سجين سياسي من الموالين لمنظمة مجاهدي خلق، والجماعات اليسارية مثل فدائي خلق وحزب تودة.
وتحاول السلطات الإيرانية من جانبها إنكار علمها بهذه الإعدامات أو مسؤوليتها عنها، إلا أن رها بحريني، الباحثة في منظمة العفو الدولية، نشرت يوم الأربعاء 19 أغسطس (آب)، صورة لبيان تاريخي لهذه المنظمة يظهر أن السلطات الإيرانية كانت "على علم" بعمليات الإعدام الجماعية عام 1988 وأن منظمة "العفو الدولية" طالبت رئيس المحكمة العليا في إيران آنذاك، آية الله موسوي أردبيلي، بالتحرك الفوري لإنهاء الموجة الجديدة من الإعدامات السياسية في إيران.
وقالت "بحريني" على "تويتر": "كان اكتشافًا مروعًا ويظهر أن المسؤولين الحكوميين والقضائيين وكذلك سفراء الجمهورية الإسلامية كانوا على علم بالإعدامات ولكن كانت سياسة وزارة الخارجية في حكومة موسوي هي الإنكار. واليوم يعلنون عن جهلهم بتلك الإعدامات في منتهى الوقاحة".
يذكر أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الذي تولى منصب رئيس الجمهورية عام 1988، قال في ذلك العام في تصريح أدلى به إلى صحيفة "رسالت": "مَن تم إعدامهم كانوا يستحقون الإعدام".