تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

إيران بين الحكم الديني.. والعرف.. والحداثة

 

قال المرجع الموالي لنظام الجمهورية الإسلامية، آية الله جعفر سبحاني: "من المؤسف حقًا أن نرى أن الحجاب السيئ (مصطلح يطلق علی الحجاب الذي يغطي نصف الرأس فقط) يملأ البلاد، بما في ذلك المدن الدينية، وأماكن أخرى".

هذا الرأي المثير للجدل، من أستاذ في حوزة دينية، جاء بعد يومين من إعلان رئيس هيئة إقامة الصلاة في إيران، محسن قراءتي، عن استيائه من وضع الصلاة والزكاة في البلاد. وقال قراءتي أيضًا: "إن وضع الفرائض ليس جيدًا في البلاد، لقد غفلنا وقصّرنا جميعًا، ويجب أن نتوب".

اللافت أن الحديث عن مثل هذه التقديرات يتم بعد نحو أربعة عقود من تأسيس حكومة دينية.

علاوة على ذلك، فقد تم الإعلان عن الاستياءات المذكورة آنفًا، قبل أيام قليلة من حديث المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية، عن "الاتجاه المتنامي نحو الروحانية"؛ إذ قال: "إن المشاركة الضخمة للشباب في مسيرة الأربعين، والاعتكاف، وصلاة جماعة الجامعات، وجلسات رمضان، تمثل تقدمًا في المجال الروحي".

غير أنه من الواضح، أن مثل هذه التقديرات ناتجة عن دوافع وأهداف قائلها، وليس عن دراسات موثقة ومعايير علمية.

ماذا تقول الأبحاث؟

قبل بضعة أسابيع، نشر مركز أبحاث البرلمان نتائج تقرير بعنوان "العوامل الفعالة في تطبيق سياسات الحجاب والحلول المستقبلية".. وبناءً على هذا التقرير، فإن 35 في المائة من المواطنين يوافقون على تدخل الحكومة في قضية الحجاب، ويعتبرونها جديرة بالاهتمام.

وقد جاء في الدراسة أن نحو 70 في المائة لا يخرج حجابهم عن العرف، لكنه في الوقت نفسه ليس حجابًا شرعيًا بشكل كامل. غير أن الدراسة توقعت انتقال النساء بين الوضعين، لا سيما الخروج عن العرف، وأشارت إلى أن هذا الاحتمال مرتفع للغاية.. حتى إن الأبحاث التي أجرتها المؤسسات المقربة من النظام، تظهر أيضًا أن بعض المؤشرات (مثل الصلاة وحضور المسجد والمشارکة في صلاة الجماعة) قد انخفضت منذ عام 1975 إلى 2018.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك نقطة مهمة، هي التي تميز بين الإيمان الديني ومراعاة الشعائر والطقوس الرسمية؛ حيث تُظهر استطلاعات مختلفة أن الغالبية العظمى من الإيرانيين يؤمنون بالإله وبالدين، لكن وجهات نظرهم تبدأ في التباين عند ممارسة الشعائر أو الطقوس الدينية، أو في تحديد علاقتهم مع رجال الدين والمؤسسات الدينية، أو في تحديد المبادئ الدينية والفروع.

بعبارة أخرى، فإن هناك اتجاهًا يشهد انتشارًا متزايدًا، في نمط التدين الإيراني.. وهو نوع من التدين غير المحدد.. الخاص والشخصي. وقد تبلور هذا النمط- بشكل خاص- بين الشباب، خاصة بين الطلاب وخريجي مؤسسات التعليم العالي، تحديدًا في أسلوب حياتهم (بما في ذلك نوع الملبس ودرجة التفاعل الاجتماعي).

وكمثال على ذلك، تُظهر نتائج البحوث التي أجريت على طالبات جامعة طهران، قبل عقد من الزمان، أن أكثر من 70 في المائة منهن يعتبرن أنفسهن مهتمات بالدين، ولكن في الوقت نفسه ذكرن أنَ الحجاب اختيار شخصي، ويجب على الحكومة أن لا تتدخل فيه. وقال أكثر من 60 في المائة منهن إن الحجاب الباطني أهم من الحجاب الظاهري.

هذا الاختلاف نفسه في العقيدة والموقف، برز منذ سنوات في مراسم عزاء شهر محرم؛ فقد شارك عدد کبير من الشباب في الطقوس بالملابس والمظهر اللذين يريدونهما.. وهو نوع- على ما يبدو- من التفاعل والتعايش والتكيف مع الطقوس الدينية بأسلوب حياة وتصورات شخصية.

تجدر الإشارة إلى أن الأبحاث في هذا المجال (دين الإيرانيين ومعتقداتهم) ليست كثيرة، ولا يمكن الوصول إليها بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم هذه الأبحاث في الأساس تقوم بها المؤسسات الحكومية أو المراكز التابعة لمؤسسات رسمية.

تحديات الحكم الديني والمجتمع

إن ما تم إنفاقه في الاحتفالات الرسمية ذات الطابع الآيديولوجي، خلال أربعة عقود، لم يثمر نتائج مرضية، وهو ما يتكشف من خلال عدم رضا المراجع الدينية الحكومية، حتى نتائج البحث الأخير في مركز أبحاث البرلمان، کانت شاهدًا مهمًا على فشل المؤسسات الحكومية الدينية والثقافية والآيديولوجية، على الرغم من أنها بلعت آلاف المليارات من ميزانية الدولة؛ قائمة المؤسسات طويلة: الإذاعة والتلفزيون، والحوزات الدينية، ومنابر صلاة الجمعة، ومؤسسة التبليغ الإسلامي، وقوات الباسيج، بالإضافة إلى التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.

كل هذه المؤسسات ليست سوى بعض العناوين الرئيسية في هذه القائمة.

نتيجة الأنشطة الترويجية والتعليمية لهذه المؤسسات، ليست مرضيةً؛ لا للناشطين القائمين بهذه الأعمال، ولا للمؤسسات الحكومية، مثل مجلس خبراء القيادة.

على الرغم من أن المرشد الأعلى، كما ذكرت في بداية المقال، يحاول أن يبرر الوضع الراهن لصالح وجهة نظره؛ فإن الواقع بعيد عن إرادة الشخص الأول في النظام ومحور السلطة في الجمهورية الإسلامية، ما يكشف عن فجوة كبيرة بين أغلبية المجتمع والحكومة. هذه الفجوة لا تعرّف نفسها في مجال الرغبات السياسية فقط؛ هناك أيضًا تحدٍ في مجال المعتقدات الدينية، ونمط الحياة، والقضايا الثقافية، كما أن هناك توترًا خطيرًا بين التقاليد والحداثة، يجري فوق سطح المجتمع أو تحت جلده، وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي..

ومن المستبعد أن يتوقف هذا الصراع والتحدي، ما لم يتم فصل المؤسسة الدينية عن مؤسسات الحكم، ومن ثم إنشاء حكومة تعددية وديمقراطية في إيران.

 

 

محلل سياسي وخبير في الشأن الإيراني
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More