اعتقال ناشطات إيرانيات بتهمة "نشر صور دون حجاب" على "إنستغرام"
أعلن ولي قنبري راد، نائب المدعي العام في خراسان رضوي، شمال شرقي إيران، عن اعتقال "عدد كبير" من نشطاء "إنستغرام" بتهمة "نشر صور دون حجاب، ومبتذلة، وإباحية، في الفضاء الإلكتروني".
يأتي ذلك مع تزايد الضغوط والقيود على أنشطة النساء الإيرانيات على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتقال عدد من الناشطات على خلفية اتهامات بخلع الحجاب، أو نشر صور لهن على الإنترنت دون حجاب.
ووصف قنبري راد، في بيان صدر مساء الاثنين 15 يونيو (حزيران)، هؤلاء الأفراد بأنهم "المروجون الرئيسيون للفساد على وسائل التواصل الاجتماعي"، وقال: "لقد تم إرسال بعضهم إلى السجن، بينما تم الإفراج عن آخرين بكفالة مع إحالة قضاياهم إلى المحكمة لإصدار الحكم".
وقال نائب المدعي العام في مشهد، دون تقديم إحصائيات دقيقة عن المعتقلين وهوياتهم: "كما مثل أمام مكتب المدعي العام عدد من الأشخاص الذين تم تحديد هويتهم، وأعربوا عن ندمهم وأسفهم، وبسبب افتقارهم إلى السجل الإجرامي، صدر أمر بتعليق ملاحقتهم وإلزامهم بالمشاركة في دورات ثقافية".
ووفقًا لما ذكره مسؤول في السلطة القضائية الإيرانية، فقد تم تنفيذ هذا الإجراء "بهدف مكافحة الإباحية والابتذال والفساد في إنستغرام"، وذلك بالتعاون مع وزارة الاستخبارات وشرطة الأمن والاستخبارات في محافظة خراسان رضوي.
يشار إلى أن المدعي العام لمحافظة آمل، محمد كريمي، أعلن أول من أمس الأحد، عن اعتقال امرأة تنشط في الفضاء الإلكتروني، بتهمة "نشر مقاطع فيديو وصور غير أخلاقية"، قائلاً: "تتم متابعة عدة حالات أخرى مماثلة".
كما هدد المسؤول القضائي النساء بأن نشر صورهن دون حجاب سيؤدي إلى "السجن لمدة تصل إلى عامين"، مضيفًا أن "خبراء الشرطة السيبرانية يراقبون مواقع التواصل الاجتماعي، باستخدام الأجهزة الإلكترونية".
تأتي هذه الاعتقالات بعد تهديد شديد اللهجة من الشرطة السيبرانية، حيث أعلن رامين باشائي، نائب رئيس الشرطة السيبرانية في مجال إنتاج المعلومات وتبادلها، يوم 13 مايو (أيار) الماضي، أن أكثر من 320 شخصًا اعتقلوا على خلفية أنشطة في الفضاء الإلكتروني، وقال: "إن خلع الحجاب في مواقع التواصل الاجتماعي يعد جریمةً."
وأضاف المسؤول في الشرطة السيبرانية: "لا يوجد فرق بين الجرائم الإلكترونية والواقع، وأي شيء يتسبب في تضليل الرأي العام سيتم التعامل معه بالتأكيد".
وفي وقت سابق أيضًا، صرح محمد علي رجبي، رئيس مركز الجرائم الإلكترونية التابع للشرطة السيبرانية، في مقابلة إذاعية، منتقدًا "لايف إنستغرام" وأعرب عن أسفه لاستحالة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: "إن هذه المنصة لا تحترم قوانين وسيادة بلدنا".
كما قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، في اجتماع افتراضي مع مجموعة من الطلاب والأكاديميين، يوم 17 مايو (أيار) الماضي: "يجب على الفتيات الانتباه إلى قضية الحجاب وعدم الاختلاط بين الرجال والنساء، وهو ما يؤكده الإسلام".
في غضون ذلك، يعتبر المحامون ونشطاء المجتمع المدني، أن التدخل في أنشطة المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر انتهاكًا للخصوصية، وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولكن بالإضافة إلى الفضاء الإلكتروني، زادت الشرطة الإيرانية من القيود المفروضة على الحياة الطبيعية للمواطنين.
ومن جانبه، أعلن كمال هاديانفر، قائد شرطة المرور، أمس الاثنين، أن قوات الشرطة ستتعامل مع "الكلاب الضالة، والزجاج المظلل، والضوضاء الصاخبة، والموسيقى غير الطبيعية".
وفي مراسم تقديم الرئيس الجديد لشرطة المرور في طهران الكبرى، دعا هاديانفر بلدية طهران إلى "تبادل جميع المعلومات المتعلقة بكاميرات المراقبة الخاصة بها مع الشرطة".
كما أعلن عن تصميم نظام التعرف على وجه المواطن، بهدف تغريم المارة الذين ينتهكون القوانين. وقال قائد شرطة المرور إنه باستخدام هذا النظام و"استخدام الرقم القومي للأفراد"، سيتم خصم مبلغ الغرامة مباشرة من الحساب البنكي للأشخاص.