الحرس الثوري الإيراني يؤكد دور فيلق القدس وسليماني في قمع احتجاجات الشعب السوري
نشرت اثنتان من وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني، تقريرًا، أکدتا فیه، مشارکة فيلق القدس، بقيادة قاسم سليماني، في قمع احتجاجات الشعب السوري، منذ بدايتها عام 2011، حیث قام فيلق القدس بتدریب الشرطة السورية على قمع الاحتجاجات، وقدم لها المعلومات الأمنية، وزودها بالأسلحة ومعدات القمع.
ويشير التقرير الذي نشرته وكالة "فارس" للأنباء، والقسم السياسي بموقع الحرس الثوري على شبكة الإنترنت، أمس الأحد، 26 ینایر (کانون الثاني)، یشیر بوضوح إلى أنه، خلال الانتفاضة السورية ضد الأسد، وفي الوقت الذي لم تكن فيه المواجهات العسکریة قد بدأت في هذا البلد بعد، قام فيلق القدس بقیادة سلیماني، بـ"توجیه وتدريب" قوات الشرطة السورية، بهدف قمع المتظاهرين، وتجهيز الشرطة السوریة لقمع الاحتجاجات، وفي نفس العام قامت بتدريب عدد من قوات الأمن السورية في إيران.
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الحرس الثوري صراحة بدور فيلق القدس، بقيادة قاسم سلیماني، في قمع احتجاجات الشعب السوري ضد بشار الأسد خلال عامي 2011 و2012.
وقد سبق أن وصف المسؤولون الإيرانيون وجود فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري، في سوريا بأنه لمحاربة تنظيم داعش، في حين أعلن داعش عن وجوده في عام 2013، أي بعد عامين من نشر فيلق القدس في سوريا.
وفي هذا التقرير الذي نُشر أيضًا على الموقع الإلكتروني للمكتب السياسي للحرس الثوري، وهو مركز يديره ممثل علي خامنئي في الحرس الثوري، أمس الأحد، تم التأكيد علی أنه في عام 2011، وقبل بدء الاشتباكات العسكرية، و"بالتنسيق مع مسؤولي فيلق القدس، قام خبراء إنفاذ القانون بتوجیه وتدريب الشرطة السورية على التعامل مع أعمال الشغب في الشوارع".
ويشیر التقرير إلی إرسال معدات خاصة لقمع الاحتجاجات في سوريا كجزء من نشاط فيلق القدس، خلال عام 2011 في سوريا، وجاء في التقریر أیضًا: "كان نقص معدات الشرطة السورية من المشكلات التي جعلت من الصعب إدارة الأزمة وهذا هو السبب في تزويدهم ببعض المعدات في المراحل المبكرة".
وأکد التقرير أيضًا أنه "على الرغم من أن الدخول المتعجل للأزمة في المرحلة المسلحة والحرب لم يترك مجالًا لإجراءات قوات إنفاذ القانون، إلا أن هذه المساعدات استمرت في وقت لاحق، بشکل أو بآخر".
كما ذكر التقرير أن "إرسال عدد من ضباط الأمن السوريين إلى إيران لكي يتلقوا تدريبًا على إدارة الأزمات وعمل المخابرات الأمنية في حالات الأزمات كان من الإجراءات الأخرى التي اتخذها فيلق القدس في ذلك الوقت".
وقد أقر التقرير بقمع المتظاهرين السوريين باستخدام "القوة العسكرية" بدلاً من "قوات إنفاذ القانون"، وقال إن "استنتاج الخبراء الإيرانيين هو أن الاشتباكات المبكرة للنظام مع المحتجين كانت تفتقر إلى معلومات استخبارية كافية وتقدير دقيق للأزمة" وجذورها. وبالتالي، بدلاً من استخدام قوات إنفاذ القانون لمواجهة الاحتجاجات، تم استخدام القوة العسکریة، مما زاد بدوره من تدهور الوضع [السوري]".
وأشار التقرير بشكل لا لبس فيه إلى السرية المحيطة بهذه الإجراءات، وذكر أنه "في البداية لم يكن وجود فيلق القدس في سوريا وتصرفاته في هذا البلد قد ظهر إلی الإعلام، ولكن مع تصاعد الأزمة والحاجة إلى وجود أقوى في سوريا، کشفت سلطات الحرس، تدریجیًا، عن هذه الحقيقة".
بالإضافة إلى ذلك، وصف التقرير الذي أصدره موقع المكتب السياسي للحرس الثوري، انتشار قوات فيلق القدس في سوريا لقمع الاحتجاجات في عام 2011، بأنه کان "بقرار من كبار المسؤولين في النظام"، وبهدف منع "سقوط النظام السوري"، وحكومة بشار الأسد.
كما ذكر التقرير أن فيلق القدس ذهب إلى سوريا، مع بدء الاحتجاجات في البلاد، عندما أصبح "الوضع حرجًا، وأصبح الوضع المیداني لصالح المعارضة السوریة"، وفي مثل هذه الظروف، "قررت إيران الوقوف بجدية مع سوريا ومنع سقوط النظام".