قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن الأخبار التي بثتها قناة "برس تي في" التلفزيونية حول محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا "غير صحيحة"، و"لها جانب مدمر للمفاوضات".

وفي حوار نشرته صحيفة "شرق"، اليوم الأحد 23 مايو (أيار)، وصف ربيعي قناة "برس تي في"، بأنها "ضد السياسات الوطنية"، مضيفًا أن التقارير التي تنشرها الشبكة نقلاً عن "مصدر مطلع"، حسب القناة، "تضر بالمصالح الوطنية".

تجدر الإشارة إلى أن الخلاف بين قناة "برس تي في" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية والمسؤولين الحكوميين مستمر منذ شهور.

وفي الأشهر الأخيرة، نفت الشبكة مرارًا، نقلاً عن "مصدر مطلع"، تصريحات لمسؤولين حكوميين إيرانيين بشأن محادثات إحياء الاتفاق النووي.

يذكر أن الخلاف العلني بين قناة "برس تي في" ومسؤولي وزارة الخارجية بدأ في الأول من مايو الحالي، عندما قام عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في فيينا، بالتغريد عبر "تويتر" منتقدًا نهج الشبكة التلفزيونية في تغطية مباحثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا باللغة الإنجليزية، قائلاً: "لا أعرف من هو مصدر (برس تي في) المطلع في فيينا، لكنه بالتأكيد غير مطلع".

يشار إلى أنه قبل تغريدة عراقجي، زعمت شبكة "برس تي في"، في عدة تقارير، نقلاً عن "مصدر مطلع"، أن المفاوضين الإيرانيين وافقوا على "تعليق" العقوبات خطوة بخطوة، ونشرت تفاصيل حول اتفاق إيراني أميركي، بما في ذلك كيفية جدولة "تعليق" العقوبات.

كما أفادت هذه الشبكة بأنه وفقًا لاتفاق مفاوضي فيينا، لن يتم "رفع" العقوبات بل "تعليقها"، ونقلت عن "مصدر مطلع" قوله إن مطالب مسؤولي النظام الإيراني في طهران هي "رفع  جميع العقوبات دفعة واحدة".

وقد بدأت الأزمة بين قناة "برس تي في" والحكومة الإيرانية يوم 20 مايو (أيار) بعد أن نفت القناة نقلا عن مصادرها ما زعمه الرئيس الإيراني حسن روحاني برفع جميع العقوبات الرئيسية مثل النفط والبتروكيماويات والبنك المركزي وبقية المصارف الإيرانية.

وكتبت الشبكة أن "الولايات المتحدة ليس لديها نية لرفع أي عقوبات على النفط والبنوك والتمويل والطاقة بشكل كامل، وأن التوجيهات الأميركية هي فقط لتعليق هذه العقوبات مؤقتًا".

هذا وتكهن البعض على وسائل التواصل الاجتماعي بأن المصدر المطلع لـ"برس تي في" هو علي شمخاني، سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، أو أشخاص مقربون منه.

وكان شمخاني، المعارض للاتفاق النووي، قد خاض نزاعات شفوية علنية مع مسؤولين في حكومة حسن روحاني في الأشهر الأخيرة، معظمها حول إحياء الاتفاق النووي.

ومن المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات النووية لإحياء الاتفاق النووي هذا الأسبوع في فيينا، ويعمل أعضاء الاتفاق على التوصل إلى اتفاق نووي بحلول موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية (18 يونيو/ حزيران المقبل).

وستعقد هذه الجولة من المحادثات بحضور ممثلين عن إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا كأعضاء حاليين في الاتفاق.

وفي هذه المفاوضات، يشارك ممثلو الولايات المتحدة، لكنهم لا يتفاوضون مباشرة مع الوفد الإيراني.