الرئيس الإيراني الأسبق يتهم المطالبين بإسقاط النظام بـ"الخيانة"
انتقد الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، المسؤولين الذين ينفون وجود "متهمين سياسيين"، کما وجه انتقادات لحكومة حسن روحاني والنواب الإصلاحيين، قائلًا: "لماذا لا يرفعون أصواتهم؟ ولماذا لا يتصرفون؟"، و"لماذا لم يتم تقديم التحذير الدستوري؟".
كان خاتمي قد التقى، الثلاثاء 6 أغسطس (آب)، عشية يوم المراسلين، بمجموعة من الصحافيين وأصحاب وسائل الإعلام، واتهم "الذين يريدون الإطلاحة بالنظام"، بـ"الخيانة".
وقال خاتمي: "يرى رافضو النظام أن الإصلاحيين يشكلون مانعًا أمام خيانتهم، والآخرون لا يعتبرون الإصلاحيين منافسًا نبيلا، ليس ذلك فحسب، بل لا يقدرونهم بشعرات أنوفهم".
وأضاف الرئيس الإيراني الأسبق، منتقدًا المسؤولين الذين ينفون وجود سجناء سياسيين: "يا للعجب لماذا الحكومة التي جاءت من أجل حقوق الشعب، والبرلمان الذي يدعي الدفاع عن الشعب والحقوق الأساسية، على الأقل الإصلاحيون الذين دخلوا إلى البرلمان، لماذا لا يرفعون صوتهم؟ ولماذا لا يتصرفون؟! لماذا لا يُقدمون تحذيرًا دستوريًا؟! لماذا لا تتخذ الإجراءات القانونية التي في أيدي المشرعين؟".
وحول القضايا السياسية، قال خاتمي: "يقول بعض المسؤولين وغيرهم إنه لا يوجد في إيران أي شخص متهم بتهم سياسية أو صحافية أو إعلامية، بحيث يعدون كل شيء تهمة وجريمة أمنية، وما إلى ذلك، وبهذا يزيلون أصل القضية تمامًا".
وأشار خاتمي إلى أن "التواصل في مجال تبادل المعلومات هو أساس الوعي الإنساني، وكذلك تعزيز وجوده وربما تضليله". وقال: "اليوم يتم قبول الحرية كمبدأ، ورويدًا رويدًا إلى جانب الحرية، تشق العدالة- التي كانت دائمًا مرغوبة للإنسانية- طريقها. في مثل هذه البيئة المتطورة، يعد النقل الحر للمعلومات، والذي يُعترف به كواحد من الحقوق الأساسية للمجتمعات والأفراد، مهمًا جدًا، كما أن مکانة الوسيط لهذا النقل، أي وسائل الإعلام، أمر مؤکد أيضًا".
وأكد روحاني أن "الحكومات، خاصة الديكتاتورية والاستبدادية، تبذل مجهودًا كبيرًا واستثمارًا لاكتساب وسائل الاتصال وامتلاك إمکانات أکبر، ليکون لهم تأثير وفاعلية أکبر من المنافسين"، مضيفًا: "اليوم، يتم شن حرب نفسية وإعلامية كبرى- مكملة لحرب سياسية واقتصادية وعسکرية لا سمح الله- ضد إيران".
وفي أعقاب احتجاجات يناير (كانون الثاني) 2018 في البلاد، تعرض الجناح الإصلاحي لانتقادات شديدة من قبل المعارضة بسبب "الدفاع عن النظام".
وفي هذا الصدد، قال محمد خاتمي في آخر كلمته، في إشارة إلى الانتقادات الموجهة للإصلاحيين: "هذا يستحق الاهتمام ويعتبر عبرة، فإن كلا من التيارات الخارجية والداخلية تستهدف الجناح الإصلاحي".