
اللبناني نزار زكا يدعو الأمم المتحدة للإفراج عن الرهائن في سجون إيران
بعث المواطن اللبناني، نزار زكا الذي كان قد اعتقل في إيران لنحو 4 أعوام بتهمة "التجسس"، بعث برسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة، دعا خلالها إلى السعي من أجل الإفراج عن "جميع الرهائن" في إيران.
ونشر زكا هذه الرسالة، أمس الأربعاء 18 سبتمبر (أيلول)، بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة على اختطافه في إيران.
وتطرق زكا في رسالته هذه إلى ما حدث له في سبتمبر (أيلول) قبل 4 سنوات، والمعاناة التي كابدها في السجن، قائلا: "إن سبب اعتقالي من قبل سلطات الجمهورية الإسلامية لم يكن سوى رغبتهم في جعله رسالة ضد الانفتاح الذي كان يدعو إليه بعض أجنحة النظام في إيران على عتبة الاتفاق النووي".
ثم حدد زكا الصعوبات التي واجهها أثناء اعتقاله، وأخبر عن معاناة لا يمكن لأحد إدراكها أو فهمها الا من جربها من قبل.
وأضاف أن تجربة السجن غيرت أولوياته، وفي الذكرى الرابعة لاعتقاله يريد أن يكون "في عزلة صامتة أرادها بعيدًا عن أي إنسان حتى عن عائلته".
وجاء في الرسالة: "أجاهد لكي ألملم شتاتي وأخرج من ضيقي، لكي أستعيد ما بقي من حياتي التي اقتطع منها الخاطفون، ظلمًا، 4 أعوام، أخالها الآن 4 دهور. لقد انقلبت حياتي رأسًا على عقب؛ تشتتتْ عائلتي، وحُرم أبنائي الثلاثة من الرعاية الأبوية في أكثر لحظات عمرهم حرجا ودقة، خسرتُ عملي، وكل ما جاهدتُ في سبيله طوال 30 عامًا".
وأضاف زكا أنه يريد من الآن فصاعدًا أن يستثمر وجعه الكبير في خدمة السلام، وأن يكرس اهتمامه كل يوم لقضايا الرهائن والمعتقلين قسرًا.
وفي معرض إشارته إلى الأشخاص الذين ما زالوا معتقلين في سجن إيفين، أو أيٍ من معتقلات العالم وفي انتظار لحظة الحرية، قال زكا: "لكل هذا، أستعجلُ شفائي، مع إدراكي التام حرج ما أمرّ به في مسيرة التحرر من ألم إيفين وجروحه المثخنة".
ودعا زكا، في رسالته، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ كل إجراء ممكن للإفراج عن الرهائن في أي معتقل كانوا، وخصوصًا في إيران.
يذكر أن نزار زکا كان قد زار إيران يوم 15 سبتمبر (أيلول) 2015، بدعوة رسمية من مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون النساء والأسرة، شهيندخت مولاوردي، للمشاركة في "المؤتمر الدولي حول دور المرأة في التنمية المستدامة"، وبعد ثلاثة أيام، أثناء العودة، ألقي القبض عليه في المطار.
وقد حُکم على زكا- الذي كان نائبًا للرئيس السابق لـ"الاتحاد العالمي لتكنولوجيا المعلومات" والأمين العام لـ"المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات"- بعد مرور عام على اعتقاله، بالسجن لمدة 10 سنوات وغرامة 4 ملايين و200 ألف دولار، بتهمة "التعاون مع العدو الأميرکي"، وهي الاتهامات التي أُعلن عدة مرات أنه أجبر على الاعتراف بها.
وفي أول تعليق له عقب وصوله بيروت بعد الإفراج عنه، صباح الثلاثاء 11 يونيو (حزيران) الماضي، تكلم رجل الأعمال اللبناني، نزار زكا، عن فترة اعتقاله في طهران، منذ عام 2015 بتهمة التجسس، واصفًا إياها بـ"الخطف"، رافضًا الاتهامات الموجهة إليه.
وأضاف زكا من بيروت بعد الإفراج عنه: "لن أذكر تفاصيل الخطف، والاعتقال القاسي، والمحاكمة الشكلية التي تعرضت لها في إيران، لكن السجن في إيران ضاعف من عزمي على الدفاع عن حقوق الإنسان".
يشار إلى أن اعتقال المواطنين مزدوجي الجنسية في إيران بتهم "التجسس" أو "محاولة الاندساس" خلال السنوات الأخيرة، شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في إيران.
وتعتقل طهران في الوقت الراهن عددًا من المواطنين الأميركيين والأستراليين والمواطنين مزدوجي الجنسية.
ووفقًا للمقرر الأممي المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمان، فإن هناك نحو 30 سجینًا من مزدوجي الجنسية في إيران.