
النوروز.. أوضاع الإيرانيين عشية عيدهم الأهم
يحاول الإيرانيون اقتناص الفرصة، خلال هذه الأيام القليلة، ليتمتعوا باحتفالات وأعياد "النوروز"، بعدما أوشك العام الإيراني الحالي على الانتهاء، بكل ما يحمل من مشاكل وأوضاع متدهورة.
وكانت الأمم المتحدة قد اعتمدت في عام 2012، قرارًا يعتبر أن يوم 20 مارس (آذار)- اليوم الأخير من فصل الشتاء وبداية الربيع- هو "اليوم العالمي للسعادة".
وعلى هذا الأساس تقوم الأمم المتحدة في كل عام بنشر تقرير مفصل عن السعادة في العالم، ويسلط التقرير الضوء على معايير متعددة، بينها معايير اقتصادية وصحية واجتماعية وحقوقية.
ومن المؤشرات التي یتناولها تقرير الأمم المتحدة، في تعريف وقياس السعادة: مؤشر الدخل السنوي، والنمو الاقتصادي، والفساد المالي والاقتصادي على المستوی الكلي، والأمل في الحياة، ومستوى الحصول على الخدمات الصحية والطبية، وحرية التعبیر، وحرية الرأي والاختيار، والدعم الاجتماعي، والحصول على المرافق الترفيهية والثقافية، ومساعدة الأشخاص الآخرین، والأنشطة التطوعية.
وقد احتلت إيران فی تصنیف الأمم المتحدة للسعادة المرتبة 117 بين 156 دولة لعام 2019، فيما كانت قد سقطت في آخر تصنيف للأمم المتحدة إلى آخر أسوأ 11 مرکزًا، قياسًا بالعام الماضي.
وانعکست التجارب الإيرانية المريرة، في العام الماضي جلیًا على الأجواء السائدة عشية عيد النوروز، حيث يستقبل الشعب الإيراني أيام النوروز وهو يعيش أوضاعًا متدهورة أكثر من أي وقت مضى، فموائد العيد وجيوب الشعب خالية.
ومع عودة العقوبات الأميركية ضد إيران، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، راح التضخم الفادح یسلب النوم المریح من عیون الشعب، ومن جانب آخر أخذت الأسعار وتيرة متصاعدة دون تحسن في الإيرادات والأجور، وعلى هذا الأساس أدت هذه الأوضاع المتدهورة إلى أن يعيش معظم المواطنين، بمن فيهم العمال، والمزارعون، والمعلمون، والممرضون، وغيرهم تحت خط الفقر.
ویسعی الشعب، على الرغم من كل هذه الظروف الراهنة، إلى خلق السعادة والفرح، خلال أيام العيد على الأقل، كما يحاول أيضًا القيام بالطقوس التقليدية، لعله يستطيع نسيان مرارة العام المنصرم، فمن الشعب من يعتزمون السفر، ومنهم من يقوم بزيارة أقاربه وأصدقائه.
ويحمل النوروز في طياته للشعب الإيراني رسالة أمل وتفاؤل بالمستقبل، حیث یبدأ مع اليوم الأول من الربيع المخضوضر والمنساب، منتهيًا من الشتاء القارس.
ويأمل الشعب الإيراني أيضًا في أن يبدأ عام أفضل مع حلول فصل الربيع، عام يشهد تحسن الأوضاع الاقتصادية والانفتاح في المجالين السياسي والثقافي.