علّق حسين سليمي، رئيس جامعة العلامة طباطبائي، اليوم الأربعاء 25 سبتمبر (أيلول)، على الأحداث التي وقعت، قبل يومين، بالتزامن مع بدء العام الدراسي، في كلية العلوم الاجتماعية، محاولاً تهدئة الأجواء وجذب انتباه الطلاب إلى "التطور العلمي للجامعة".

وقال حسين سليمي إن على الطلاب مراعاة ما سماه "الخطوط الحمراء للنظام"، مؤكدًا أن إدارة الجامعة سوف تتعامل مع المتورطين في هذا الحادث.

يذكر أن عددًا من طلاب الباسيج، هاجموا أعضاء "الجمعية الإسلامية للطلاب الأحرار"، أول من أمس الاثنين، بسبب وضع صورة مير حسين موسوي على الطاولة، مما أدى إلى إصابة أحد الطلاب بجروح.

وقال سليمي: "أطلب من جميع الأساتذة والطلاب مساعدتنا- على الرغم من كل النقص الذي لدينا- في أن نكون قادرين على تهيئة الظروف اللازمة للتطور الأكاديمي في الجامعة، كما كانت من قبل، وأن نوفر المجال لتطوير الجامعة لازدهار الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية على حد سواء، حتى يمكن للجامعة مواصلة عملها الأساسي المتمثل في التنمية والتطور العلمي".

وأضاف رئيس الجامعة: "في بداية السنة الدراسية، توقعنا أن تقع بعض الأحداث.. ولا يمكننا إلقاء اللوم على مجموعة خاصة من الطلاب. لأن ما حدث كان شجارًا وكان كلا الطرفين يهاجم بعضهما بعضًا".

يشار إلى أن مير حسين موسوي هو أحد قادة الحركة الخضراء الذين حُكم عليهم، بعد الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009، هو وزوجته زهراء رهنورد، ومهدي كروبي، بالإقامة الجبرية دون محاكمة.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه منذ يومين، تم نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاجرة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة العلامة طباطبائي.

وحول سبب الشجار بين الطلاب، أشارت "الجمعية الإسلامية للطلاب الأحرار" إلى أن سبب الشجار هو الطلب "غير القانوني" من جانب الطلاب الباسيج برفع صورة موسوي من على الطاولة، مما تسبب في اشتباك وكسر يد أحد الطلاب، فيما يقول الطلاب الباسيج إن وضع صورة مير حسين موسوي على الطاولة يخالف القانون.

وأضاف رئيس جامعة العلامة طباطبائي: "إذا تم وصف أي نشاط أو إجراء في البيئة السياسية الحالية بأنه محظور، فيجب على المجموعات الطلابية الالتزام به، وأن لا يقوموا بإجراءات من شأنها أن تتسبب في استفزازات قد تثير المشاعر (...) يجب على الطلاب أيضًا مراعاة الخطوط الحمراء للنظام".

وتابع رئيس الجامعة: "لقد تم تحدید هذه الخطوط الحمراء في قوانين مختلفة بما فیها السياسات التي أعلنها المجلس الأعلى للأمن القومي، والقضاء، وما إلى ذلك. بطبيعة الحال، يجب احترام القانون وقواعد الشرع وأركان النظام. وبعيدًا عن هذه القضايا، يمكن التعاطي مع القضايا الأخرى بمزيد من الانفتاح والحرية".

يشاع أن فرض الإقامة الجبریة علی موسوي، ورهنورد، وكروبي، کان بناءً على أوامر من المجلس الأعلى للأمن القومي، ولذلك أشار رئيس جامعة العلامة طباطائي إلی هذا المجلس.

وأكد حسين سلیمي: "خطنا الأحمر في أنشطة المجموعات الطلابية هو القانون بشكل أساسي، ونحن لا نفسر القانون وحدنا، السلطات القانونية مسؤولة عن هذا، وأي شخص ينتهك القانون نحن ملزمون بالتعامل معه".

كما انتقد رئيس الجامعة ما قام به طلبة الباسيج، واعتبر عملهم متعارضًا مع قرار علي خامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية، بـ"حریة إطلاق النار" على أيدي أنصار النظام. وقال إن عبارة "حریة إطلاق النار" التي قال بها المرشد "لا تعني خرق القانون أو العنف أو خرق قواعد الأخلاق، ولا يوجد أحد في جامعتنا لديه مثل هذا الفهم".

تجدر الإشارة إلى أن مصطلح "حریة إطلاق النار" كان أول من أثاره هو مرشد الجمهورية الإسلامية، في اجتماع مع عدد من الطلاب، بعد هجوم إرهابي على ضريح آية الله الخميني، يوم 7 يونيو (حزيران) 2017، ونصح خامنئي الطلاب بأنه عندما يرون خللاً في الجهاز الثقافي، يمكنهم التصرف بأي طريقة يرغبون فيها، بصرف النظر عن القانون، مثلما یحدث في الحرب عند حدوث خلل. وأطلق علی هذا العمل "حریة إطلاق النار".

كما قال رئيس جامعة العلامة طباطبائي: "سیتم التعامل مع من انتهكوا القواعد وارتكبوا الجريمة"، مضيفًا أن بعض هذه العقوبات تأديبي والجزء الآخر "جرائم عامة" لا حاجة فیها للمدعي الخاص.

وشدد حسين سلیمي على أن "الأنشطة السياسية لا ينبغي أن تطغى على الأنشطة الرئيسية للجامعة، وهي النشاط العلمي والتنموي".

الجدير بالذكر أن الاشتباك الذي حدث في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة العلامة الطباطبائي تزامن مع صدور حکم فرشته طوسي، عضوة الرابطة الإسلامية للطلاب الأحرار وخريجة الجامعة، بالسجن، لمدة 18 شهرًا، وسنتين من الحرمان من بعض الحقوق الاجتماعية، بما في ذلك المشاركة في شبكات التواصل الاجتماعي، والأنشطة الصحافية، والعضوية في الجماعات السياسية، وحظر السفر إلی الخارج.

وتتصل تهمة فرشته طوسي بكلمة لها في حفل أقيم يوم 6 ديسمبر (كانون الأول) 2016، وقد وجهت إليها تهمة القیام بـ"نشاط دعائي ضد النظام".