تداعيات التسريب الصوتي: البرلمان الإيراني يهاجم وزير الخارجية.. ويؤكد: ظريف يكره سليماني
قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن المقابلة المسربة مؤخرًا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن دماء قاسم سليماني" تكشف التيار المنهزم المتأثر بالغرب، وتجفف جذوره".
وقال قاليباف في بداية الجلسة العلنية، اليوم الأحد 9 مايو (أيار)، بعد جلسة مغلقة للبرلمان لمراجعة هذه المقابلة المسربة: "إن ما يعتبرونه ازدواجية بين الميدان (التدخلات العسكرية الايرانية) والدبلوماسية إنما هي ازدواجية غير مهنية ووهمية".
يشار إلى أن "الميدان" مصطلح استخدمه محمد جواد ظريف في مقابلته المسربة للإشارة إلى القوات العسكرية الإيرانية، وخاصة الحرس الثوري.
كما أعلن رئيس البرلمان الإيراني عن تعامل البرلمان مع "المتورطين في مثل هذه الأعمال غير المدروسة".
إلى ذلك، أصدر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمرًا بمتابعة تسريب ملف ظريف الصوتي، لكن المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي قال إنه لم يصدر حتى الآن أي تقرير في هذا الصدد.
ذو النوري: ظريف يكره سليماني
ومن جهته، قال مجتبى ذو النوري، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، في جلسة علنية اليوم الأحد، عن تصريحات ظريف المسربة: "هذه التصريحات تعبر عن ضغينة وكراهية لسليماني".
وقال ذو النوري مخاطبا ظريف: "أنت مدين لهذا الميدان. لم يكن لديك اقتصاد جيد ولا الكثير من المال، والآن دول المنطقة التي تؤيدنا هي فقط تلك التي تأثرت بهذا الميدان. إذا لم يكن لدينا هذه الأشياء، فما الذي ستجلبه إلى طاولة المفاوضات لدعم محاولة الحصول على نقاط؟ كل ما حصلت عليه في الاتفاق النووي كان بفضل القوة الصاروخية".
كما هاجم ذو النوري المحادثات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، قائلاً: "بأي حق يقول عراقجي في تصريحاته إننا نجدد مهلة وجود كاميرات الوكالة؟ أليست هذه إشارة للتأخير في رفع العقوبات؟ ألا تجعلون هذه ذريعة لكم ولهم لعدم أخذ القانون النيابي على محمل الجد؟ لماذا تهاجمون الميدان وتوهمون أن الميدان والعسكر يحكمان البلد؟".
ومن جهة ثانية، وصف جبار كوشكي نجاد، النائب عن رشت، تصريحات ظريف في الملف الصوتي المسرب بأنها "معادية للأمن ومعادية للنظام وللشعب" وطالب القضاء بالتدخل.
وقال علي رضا سليمي النائب عن محلات ودليجان في البرلمان الإيراني: "موضوع كيفية نشر الشريط الصوتي هو القضية الثانية، المهم هو التشويه الذي جاء في تصريحات ظريف، وظريف له تاريخ في ذلك".
طلب التحقيق بشأن مركز الدراسات الاستراتيجية
وبعد جلسة برلمانية مغلقة، بدون حضور ظريف، قال أحمد أمير آبادي، عضو هيئة رئاسة البرلمان، إن النواب تقدموا بثلاثة طلبات لإجراء تحقيق مع المركز الرئاسي للدراسات الاستراتيجية.
وقال إن "لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية ستعقد اجتماعا بعد ظهر اليوم للنظر في تسريب الملف الصوتي لوزير الخارجية. و بالإضافة إلى ذلك، تقرر جمع طلبات النواب للتحقيق مع هذا المركز".
يشار إلى أنه بعد 4 أيام من تسريب مقابلة محمد جواد ظريف، التي نشرتها قناة "إيران إنترناشيونال"، قرر حسن روحاني إقالة حسام الدين أشنا من منصب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية.
يذكر أن مقابلة ظريف جاءت ضمن سلسلة مقابلات أجريت تحت رعاية هذا المركز.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد أذاعت، يوم الأحد 25 أبريل (نيسان)، تسجيلاً صوتياً لمقابلة غير منشورة مع ظريف، أكد فيها وزير الخارجية الإيراني تدخل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، في السياسة الخارجية، في إشارة إلى حكم العسكر للنظام الإيراني، قائلاً إنه تمت التضحية بالدبلوماسية لصالح الميدان والعسكر.
وقد أثارت تصريحات ظريف، التي سُجلت في مارس (آذار) الماضي، وكذلك تصريحاته بشأن روسيا، أثارت غضب المرشد الإيراني وعدد كبير من مسؤولي النظام الإيراني.