في ظل التصعيد الحاصل بين طهران وواشنطن، حدث تغيير في هيكلية منظمة الاستخبارات والقيادة الثقافية التابعتين للحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت 18 مايو (أيار).

ووفقًا لوكالة "تسنيم" للأنباء، فقد تم تعيين حسين طائب رئيسًا للاستخبارات والأمن في الحرس الثوري الإيراني، فيما تم تعيين حسن محقق نائبًا له، وأيضًا تم تعيين حسين نجات مساعدًا للقائد العام للحرس الثوري للشؤون الثقافية والاجتماعية، بدلا من محمد رضا نقدي.

وكان حسين نجات يشغل، في وقت سابق، منصب نائب الاستخبارات والأمن بالحرس الثوري، كما أنه شغل منصب نائب رئيس الأركان المشتركة للحرس الثوري، ومنصب قيادة مقر "ثار الله".

أما حسین طائب، فقد شغل سابقًا منصب قائد قوات التعبئة، وقيادة استخبارات ومعاونية شؤون التجسس في الحرس الثوري.

وفي السياق، كان خامنئي قد أصدر، أول من أمس الخميس، قرارًا بتعيين العميد محمد رضا نقدي، مساعدًا للقائد العام للحرس الثوري للشؤون التنسيقية، فيما كان نقدي يشغل قبل هذا منصب رئيس منظمة تعبئة المستضعفين، ومنصب رئيس استخبارات قوى الأمن الداخلي، إلى جانب منصب رئيس لجنة مكافحة تهريب السلع والعملات الصعبة.

وبالإضافة إلى قرار تعيين محمد رضا نقدي، فقد قام علي خامنئي بتعيين علي فدوي، نائبًا للقائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي.

وكان فدوي يشغل سابقًا منصب مساعد القائد العام للحرس الثوري للشؤون التنسيقية، وقائد القوات البحرية للحرس الثوري.

وتأتي هذه التغييرات في الوقت الذي أدرجت فيه الولايات المتحدة الأميركية، قبل نحو شهر، اسم الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، حيث قام المرشد الأعلى الإيراني، بعد أسبوع من هذا الإجراء، بتعيين حسين سلامي قائدًا عامًا لهذه القوات، بدلا من محمد علي جعفري.

يشار إلى أن الولايات المتحدة، خلال الأعوام السابقة، كانت قد أدرجت أسماء قياديين ورؤساء من الحرس الثوري ضمن قوائم العقوبات الشخصية، ومنهم عزيز جعفري، وحسين طائب، ومحمد رضا نقدي.

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن هذه التغييرات الجديدة في هيكل الحرس الثوري تتزامن مع إعلان المرشد الإيراني عن نهج "الاصطفاف الحربي"، والإعلان عن "حرب استخباراتیة" من قبل القائد العام الجديد لهذه القوات، حسين سلامي.

وخلال قرار تعيين نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري، قال خامنئي إن المتوقع منه أداء الدور الجهادي والثوري في الارتقاء بمستوى الجهوزية العملانية والتقدم المقتدر لمهمات الحرس الثوري مع أخذ تدابير القائد العام للحرس الثوري بعين الاعتبار.

وأوضح القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، خلال مراسم التعرف بالمسؤولين الجدد في الحرس الثوري وتوديع المسؤولين السابقين، اليوم السبت، أن إيران تخوض "حربًا استخباراتية شاملة" مع الولايات المتحدة.

وادعى سلامي أن النظام السياسي الأميركي أصابه التصدع، وفقد قوته، مضيفًا أن المباني الضخمة تكون خطرة، أثناء الانهيار، فعلينا أن نحذر من المخاطر المحتملة من مثل هذه الحالات.

ووفقًا للمحللين السياسيين، فإن هذا التغيير في الحرس الثوري يعني تهافت الاستقلال النسبي لمنظمة الاستخبارات والأمن في الحرس الثوري الإيراني، ما استدعى نقلها إلى وحدة تابعة للقيادة العامة للحرس الثوري.

يذكر أن الحرس الثوري كان قد شهد مرحلة من التغيير في قسم الاستخبارات التابع له، في وقت سابق، وذلك أثناء تشدید العقوبات الدولية في حكومة أحمدي نجاد الثانية.

ووقتها أعلن القائد العام السابق لقوات الحرس الثوري في مراسم تعيينه عام 2008، عن تعزيز البنية الاستخباراتية لهذه القوات، وتحدث عن إنشاء "منظمات جديدة لمواجهة الحرب الناعمة".

وارتقت آنذاك إدارة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري إلى منظمة تابعة لهذه القوات.

ومنذ ذلك الوقت، وحتى السنة الحالية، عملت هذه المنظمة الاستخباراتية التابعة للحرس الثوري على تطوير كفاءة عناصرها والمعدات المكتبية الخاصة بها، بوصفها مؤسسة استخبارات شبه مستقلة، إلى جانب وزارة الأمن الإيراني.