تكثيف الضغوط على السنة في إيران: اعتقال معلمين دينيين.. وإهانة "مسجد مكي"
أفادت مصادر حقوقية بأن مسؤولا حكوميًا إيرانيًا وصف مسجد السنة الكبير في زاهدان بأنه "بيت فساد"، وتحدث عن "ضرورة تدميره"، وذلك تزامنًا مع نهاية شهر رمضان، وتزايد الاعتقالات واستدعاء النشطاء السنة في محافظات الأقليات.
وبحسب مواقع حقوق الإنسان منذ بداية عام 2020، فقد "تم استدعاء عدد من معلمي وطلاب المدارس الدينية، فضلاً عن نشطاء مدنيين سنة، واستجوابهم واعتقالهم"، على الرغم من أزمة وباء كورونا وما تلاها من دخول شهر رمضان.
وكان محمد باقر طباطبائي، مستشار المديرية العامة للثقافة والإرشاد في محافظة خراسان رضوي، قد حذف تغريدة كان قد نشرها أمس الأحد، ووصف فيها مسجد مكي السني في زاهدان بأنه "بيت فساد"، وذلك بعد صدور ردود فعل في هذا الصدد.
يذكر أنه عشية عيد الفطر نشر طباطبائي صورة لمسجد مكي على "تويتر"، وكتب: "هذا أحد بيوت الفساد التي يجب هدمها".
وفي هذه الأثناء، لا يزال السنة في العاصمة الإيرانية ممنوعين من بناء مسجد، على الرغم من مطالب قادتهم. وفي بعض المدن، تم تدمير مساجدهم.
من ناحية أخرى، كانت هناك تقارير، في نهاية شهر رمضان الماضي، عن ضغوط من النظام الإيراني على رجال الدين السنة في مناطق الأقليات، للامتثال لإعلان المرشد الإيراني، علي خامنئي، عن عيد الفطر.
وفی هذا الصدد، أصدر عدد من رجال الدين السنة فی خراسان الشمالية، بيانًا، أول من أمس السبت، جاء فيه أن "الإمام خامنئي هو ولي الأمر، ويجب على جميع المسلمين، سواء من الشيعة أو السنة، اتباع توجيهاته".
وبالإضافة إلى القيود السابقة على إقامة الشعائر الدينية لأهل السنة في طهران والمدن الأخرى، فإن الاستدعاءات والاعتقالات زادت من مشاكلهم.
استدعاء النشطاء الدينيين وأئمة صلاة الجمعة
أفادت شبكة كردستان لحقوق الإنسان، أمس الأحد، بأن ما لا يقل عن 10 مواطنين سنة اعتقلوا في سنندج خلال شهر رمضان. وكان هؤلاء الأشخاص يتلقون دروسًا دينية في مدرسة دار العلوم في مسجد إبراهيم خليل الله.
وبحسب التقرير، فقد تم استدعاء ماموستا علي مرادي إلى مكتب استخبارات سنندج في بداية شهر رمضان، مع ابنه محمد صهيب علي مرادي.
من ناحية أخرى، تم استدعاء عدد من النشطاء السنة في الوقت الذي تسارعت فيه موجة الاستدعاءات وتم رفع دعاوى ضد النشطاء السياسيين في جميع أنحاء البلاد.
وفي يوم 22 أبريل (نيسان) الماضي، تم استدعاء مكتوم آسكاني، وهو ناشط سني من سكان زاهدان أحد طلاب مؤسسة "أنوار الحرمين" في بشامك، وتم استجوابه من قبل استخبارات الحرس الثوري. كما تم اعتقال ناشط ديني سني آخر، هو عبد الرءوف دشتي، بعد استدعائه إلى استخبارات الحرس الثوري في زاهدان. وقبل يومين، كانت هناك تقارير عن استدعاء الناشط الديني السني، مولوي دشتي، إلى مكتب استخبارات الحرس الثوري في زاهدان.
تجدر الإشارة إلى أنه مع استمرار أزمة كورونا، وتزايد التحذيرات بشأن الظروف الاقتصادية والمعيشية للفئات ذات الدخل المنخفض، تزايدت الضغوط على السنة في إيران، وقامت الأجهزة القضائية والأمنية بتسريع وتيرة استدعاء واعتقال وإصدار الأحكام القضائية بحق النشطاء السنة.