نشرت وسائل إعلام تنتمي إلى التيار الأصولي، اليوم السبت 29 ديسمبر (كانون الأول)، مقطع فيديو زعمت أنه يحتوى على أقوال غیر منشورة من قبل للمرشد الأعلى، سجلها یوم 21 يوليو (تموز) 2009، وبعد أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في ذلك العام.

ويظهر المرشد الأعلى خامنئي، في هذا الفيديو الذي نشرته وسائل إعلامية مقربة إلى التيار الأصولي، وهو يتحدث أمام جمع من الحاضرين في مكتبه، ولكن صور الأشخاص الحاضرین في الاجتماع لم تظهر في الفیلم.

ویشیر خامنئي في الفيديو إلى تصريح مير حسين موسوي حول مسألة "التزوير في الانتخابات الرئاسية"، بعد يوم واحد من إجرائها، ویقول إنه أرسل شخصًا إلى موسوي "لتنبیهه" قائلًا إنه کان يأمل أن یتراجع مير حسين موسوي فورًا عقب هذا التنبيه.

وبحسب المرشد الأعلى، فقد طالب موسوي بإلغاء الانتخابات، مشيرًا إلى اجتماع لموسوي مع أربعة أشخاص، بينهم محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني، وكانوا متفقين جميعًا على ضرورة إلغاء الانتخابات، ومع ذلك- يضيف المرشد الأعلى- فإن خاتمي وهاشمي رفسنجاني رفضا ذلك.

ولا تزال النسخة الكاملة للفيديو غير موجودة ولم تنشر بعد. وبناءً على الإعلانات في نهاية الفيديو، فمن المقرر أن يتم شرح تفاصيل هذا الاجتماع في كتاب جديد عن الانتخابات الرئاسية عام 2009.

وکان هذا الفيديو قد نشر بعد عدة أيام من ذكرى الاحتجاجات في يوم عاشوراء عام 2009، تزامنًا مع الاستعدادات الحكومية الجارية ووسائل الإعلام المناصرة للجمهورية الإسلامية، لإحياء ذكرى 30 ديسمبر (كانون الأول)، وهو اليوم الذي انطلقت فیه تظاهرة لمؤيدي الحكومة في أنحاء مختلفة من إيران، ردًا على احتجاجات یوم عاشوراء التي قام بها أنصار المرشحين الرئيسيين، مهدي كروبي ومير حسين موسوي.

يذكر أنه بين 12 يونيو (حزيران) 2009 و21 يوليو (تموز) من نفس العام، كانت عدة تجمعات قد انطلقت من قبل مؤيدي مير حسين موسوي ومهدي كروبي في أنحاء مختلفة من إيران، وکانت مظاهرة الصمت يوم 15 یونیو (حزيران) 2009، في طهران، واحدة من أكبر هذه المظاهرات، حيث شارك فيها مئات الآلاف من المتظاهرین.

وکان المرشد الإيراني من خلال إلقائه لخطبة صلاة الجمعة في طهران، يوم 19 يونيو (حزيران)، قد رفض إمكانية إلغاء الانتخابات، وقال إن المتظاهرين سيكونون مسؤولين عن الدماء والعنف والفوضی بقصد أو بغير قصد".

وتجدر الإشار إلى أن هذا الفيديو يتم بثه بعد أيام من نشر وكالتي "تسنيم"، و"فارس" وغيرهما من وسائل الإعلام الأصولية لما قيل إنه "النص الكامل للقاء تم بين مرشحي الانتخابات الرئاسية لعام 2009 مع المرشد الأعلى خامنئي".

وعلى الرغم من أن أجزاءً مختلفة من هذا اللقاء، نُشرت في وسائل إعلام غالبيتها أصولية، في السنوات الأخيرة، كما أن بعض من حضروا في هذا الاجتماع نقلوا بعضًا من جوانبه، غير أن وكالتي "تسنيم" و"فارس" قامتا بحذف هذه المقاطع من المواقع الإلكترونية، بعد ساعات قليلة من نشرها، دون أي تفسير.