تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

روحاني والبرلمان.. تمخض الجبل فولد فأرًا

 

تُرى، هل يمكن لرجل مثل حسن روحاني، لم يكشف اللغز "السياسي" وراء مقتل ولده، أن يكشف عن شيء في البرلمان؟

***

ذهب حسن روحاني، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يوم 28 أغسطس (آب) 2018 إلى البرلمان، ليجيب على الأسئلة الخمسة المطروحة عليه من نواب البرلمان، فتمنت المجموعة الرئيسية من النواب والتيارات المقربة من الحكومة أن يقوم روحاني "بفضح" الممارسات "المعرقلة" التي تقوم بها مختلف تيارات المعارضة، وأن يزيح النقاب عن المعوقات الداخلية أمام حكومته.

وكان روحاني نفسه قد أوعز إلى مؤيدي حكومته بذلك، حين كتب يوم 5 أغسطس (آب) 2018 رسالة إلى علي لاريجاني، اعتبر فيها أن الوقت والظروف ليسا مناسبين، مضيفًا: "سيكون هذا الأمر فرصة جيدة لكي أتحدث لأبناء شعبي العزيز عن بعض الحقائق، كونهم أصحاب البلد الحقيقيين، كما أن شرعيتي وشرعيتك هما نتيجة تصويتهم". وبالإضافة إلى ذلك تصريح روحاني في إحدي مقابلاته التلفزيونية، قائلا: "عندما يطرح أحد النواب سؤالا، فإن ردي عليه أسهل عندي من إلقاء خطاب، يكفي أن أشير إلى بعض النقاط".

على أي حال، بدأ روحاني خطابه يوم 28 أغسطس (آب) بالحديث عن "توصيات القيادة"، فلم يخسر تأييد معارضيه فحسب، بل إنه لم يستطع حتى إرضاء مؤيديه، ما دفع بعض المراقبين لاعتبار خطابه خطأً، وكتب بعضهم: "في الوقت الذي قام معارضو روحاني بضربه بالعصي، لم يتحدث حتى عن معاناة الرأي العام". لكن كل المؤشرات تؤكد أن على مؤيدي روحاني أن لا ينتظروا منه أي "نقد لاذع" للنظام أو "تشهير" به، ما دام نظام الجمهورية الإسلامية موجودًا، وليس هذه المرة فقط.

 

موت ابن روحاني "جريمة قتل سياسية" غامضة

يرجع موت ابن روحاني، في بعض الروايات، إلى عام 1997، وإلى عام 1991 في روايات أخرى. والغموض ليس في مجرد وفاته، فروايات أسباب وفاته/ مقتله تختلف اختلافًا بينًا؛ بين "الانتحار في سبيل الحب".. "بمسدس والده"، وتسريب معلومات سرية لمناهضي النظام واكتشاف وزارة الأمن ذلك.. غير أن بعض أنصار أحمدي نجاد ومن بينهم أكبر جباري، زعم عام 2013، أن يد حسن روحاني "ملطخة بدم ولده"..

لكن لعل أكثر الروايات تماسكًا، فيما يتعلق بكيفية موت ابن حسن روحاني، هي تلك الرواية التي رواها حسن موسويان، الدبلوماسي السابق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ فعندما كان معاونًا للسيد حسن روحاني إبان ترؤسه المجلس الأعلى للأمن القومي، قال لجريدة "تايمز"، إن الابن الأكبر لحسن روحاني قتل على خلفية سياسية، استنادًا إلى قوله: "إن محمد الذي تجاوز العشرين عامًا كان قد قتل في بيت والده الموجود في إحدى القواعد العسكرية جنوب طهران، كما أنه أثناء قتله كان طالبًا طيارًا".

في النهاية، توقف روحاني بعد سنوات عن متابعة القضية، حسب زعم موسويان، وقرر الصمت، ويبدو أن مصالح أعلى من حب الوالد لولده اضطرت روحاني لهذا الاختيار، ربما استطعنا أن نسمي ذلك "مصلحة النظام"، التي يعرفها روحاني جيدًا بوصفه عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومن أكبر المؤمنين بذلك.

 

روحاني وأسرار العلاقة الغامضة مع الآخر

يملك روحاني خبرة طويلة في نظام أمن الجمهورية الإسلامية، من خلال علاقته بالمجلس الأعلى للأمن القومي، وكذلك ترؤسه لفريق المفاوضات حول الملف النووي، غير أنه يملك خبرة كذلك في التفاوض مع المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ولأن روحاني كان محل ثقة رفسنجاني، فقد سعى أثناء شراء الأسلحة من أميركا، وهي الصفقة التي انتهت بفضيحة "إيران – كنترا"، إلى إبعاد إسرائيل عن هذه الصفقة، لكنه وقع في فخ ضابط الأمن الإسرائيلي أميرام نير، وذلك عندما طرح عليه– بمساعدة منوجهر قرباني- بيع الأسلحة إلى إيران.

قبل نحو 32 عامًا، وفي مثل هذه الأيام، أي يوم 30 أغسطس 1986، التقي روحاني في باريس بشكل سري مع أميرام نير، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، وتباحثا حول مكافحة الإرهاب، قيل لروحاني وقتها إن الطرف الآخر الذي يتباحث معه موظف أميركي.

هذه المكالمة المسجلة وقعت- بعد موت أميرام نير- بيد زوجته، السيدة جودي شالوم نير موزس، وهي ابنة أحد مؤسسي جريدة "يديعوت أخرونوت"، وقد وضعت هذا التسجيل تحت تصرف ران بني يشاي أحد صحافيي "يديعوت أخرونوت" الذي نشر مضمون التسجيل في الجريدة باللغة العبرية، بتاريخ 15 مايو (أيار) عام 1994.

من نافلة القول إن روحاني في ذلك الوقت كان يُعرف بأنه درع سياسي على المستوى الدولي، وأحد أعمدة النظام، لكن هذه المقالة لم تلفت انتباهه. غير أننا نستطيع اليوم، الحديث عن كثير من الأسرار التي يخفيها روحاني في صدره، خلال سنوات من عمله الأمني.

في جزء من هذه المكالمة، يقول روحاني: "اعلموا أن ما قلناه حتى الآن هو ما طلبه رفسنجاني مني، وإذا لم أنجز هذا العمل فسوف أتعرض لضغوط؛ المتطرفون- من أمثال الخميني وولده أحمد الخميني- هم الذين يقودوننا هذه الأيام.. ما أريده هو مصالح بلادي، وعليكم أن تفهموا مع أي طرف تتعاملون.. إذا ما حللنا شخصية الخميني نرى، أن وجود شخص قوي أمامه، يدفعه للتراجع مئات الخطوات إلى الوراء، أما إذا كان في وضع قوي وأمامه شخص ضعيف فإنه سوف يسير مئات الخطوات إلى الأمام.. ومن سوء الحظ أنكم قمتم بإجراءات خاطئة، ولم تُظهروا حزمًا من جانبكم.. جميع المعتدلين في بلادي يسيرون على حبل رفيع، وعليكم قبل كل شيء أن تساعدونا لكي ننشر الإسلام الحقيقي في بلادنا، لذلك فإننا بحاجة إلى المال لكي ننهي هذه الحرب (مع العراق)".

إن بحث موضوع هذا التسجيل المتعلق بقضية "إيران – كنترا"، يحتاج إلى مقالة أكثر تفصيلاً، لكن ما لا شك فيه أن المستويات العليا في القيادة السياسية للنظام الأمني الإيراني تعلم أن هناك تسجيلات تم استنساخها عن هذه المكالمة، وهي موجودة بحوزة المكتبات وأرشيف الصحافة العالمية. لكن هذا الأمر لم يؤد إلى أي خلل في ثقة خامنئي إزاء هذا الوجه الأمني لنظام الجمهورية الإسلامية.

لماذا؟

لأنه يعلم جيدًا الدور الذي لعبه هاشمي - روحاني في سبيل الإطاحة بأحمد الخميني، واعتماد هذا الائتلاف على العامل الخارجي.

والسؤال الآن عن روحاني بما يملكه من نفوذ ومعلومات سرية، وهو الذي يرى أن النظام والبلاد ملك خالص له، هل يمكن أن يكون مثل هذا الشخص يومًا ما درعًا للجميع؟ هل يمكن أن يتحدث يومًا ويسدد ضربة "لنظام" يعتبره أعز من "ابنه"؟

 

تلميذ مكتب هاشمي رفسنجاني

كان اثنان من أبناء لاهوتي زوجين لفاطمة وفائزة رفسنجاني، وقد قال أكبر هاشمي رفسنجاني لابنتيه وزوجيهما أن يكتموا هذا السر من أجل الحفاظ على مصالح النظام والثورة، ومثلما فعل هاشمي رفسنجاني، حين أخذ أسراره معه تحت الماء، من أجل مصالح النظام، من المحتمل أن يختار روحاني الأسلوب نفسه، حتى يستمر نظام الجمهورية الإسلامية.

طوال التاريخ البشري، هناك من يصنعون أصنامًا ويتوقعون منها القيام بمعجزات.. وعلى المنوال ذاته صنع مؤيدو روحاني منه صنمًا وانتظروا منه معجزة تلطف الأجواء السياسية والاجتماعية الإيرانية.. ينتظرون منه الآن أن يتحدى النظام القائم بكلمات حماسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، غير مدركين أن روحاني نفسه جزء لا يتجزأ من هذا النظام..

إنه ليس جزءًا من النظام بوصفه عقيدًا في جهاز أمني أو رجل قانون.. إنه ببساطة عصارة نظام الجمهورية الإسلامية، فكيف يمكنه أن يوجه ضربة لنفسه؟

 

صحافي ومحلل سياسي
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More