"رويترز": الحرس الثوري يشكل في العراق فصائل أصغر وأكثر ولاءً لإيران
أعلنت وكالة أنباء "رويترز" في تقرير لها نشرته اليوم الجمعة 21 مايو (أيار) عن التغيير التكتيكي لإيران في العراق، وكتبت أن إيران انتقت مئات المقاتلين الموثوق بهم من بين قوات الميليشيات الحليفة لها في العراق، لتشكل بهم فصائل أصغر.
وأفادت "رويترز" أنه تم تأكيد هذه الرواية من قبل عدد من المسؤولين الأمنيين العراقيين، وقادة في ميليشيات موالية لإيران، وكذلك مصادر دبلوماسية ومصدر عسكري غربي.
وأكد مسؤولون أمنيون عراقيون أن ما لا يقل عن 250 مقاتلاً سافروا إلى لبنان على مدى عدة أشهر في عام 2020، حيث تلقوا تدريبات على يد مستشارين من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية، بحيث شملت التدريبات كيفية إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ وزرع القنابل، بالإضافة إلى مهاجمة الخصوم والدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي.
علماً أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مسؤول عن إدارة الميليشيات الموالية لإيران خارج إيران.
وقال أحد قادة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق: "يبدو أن الإيرانيين شكلوا بدقة مجموعات جديدة من الأشخاص لشن الهجمات والحفاظ على السرية. نحن لا نعرف من هم".
وذكر أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين أن "المجموعات الجديدة تعمل في الخفاء، كما أن قادتها غير معروفين ويخضعون مباشرة لضباط الحرس الثوري الإيراني ويأخذون أوامرهم من فيلق القدس وليس من العراق".
وكتبت "رويترز" أن الجماعات الصغيرة تقف وراء الهجمات المتصاعدة والمعقدة ضد أميركا وحلفائها في العراق.
وأكدت "رويترز" أن هذا التغيير في تكتيكات إيران هو في الواقع رد فعلها على توقف توسع فيلق القدس في العراق، وأضافت أن هذا التغيير بدأ بعد قتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس.
ولفت التقرير إلى أن خليفة سليماني، إسماعيل قاآني، لا يتمتع بدراية بالسياسة الداخلية في العراق مثل سليماني، ولم يكن له نفوذ كنفوذ سليماني بين الميليشيات الموالية لإيران في العراق.
وتقول "رويترز" إن إيران اعتمدت هذا التكتيك الجديد بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في العراق مؤخراً، والمتمثلة في تراجع شعبية الميليشيات الموالية لها نتيجة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني منذ عام 2019 وبات من الصعب السيطرة على الميليشيات بعد أن غاب "سليماني" عن المشهد العراقي.
بالتالي ترى إيران أن الاعتماد على مجموعات أصغر فيه مزايا تكتيكية أكثر نجاعة، لأنهم أقل عُرضة للاختراق، ويمكنهم استخدام أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها.