سكرتير "مصلحة النظام" الإيراني: واشنطن أمرت قواتها بالتعامل مع جنودنا إذا اقتربوا
قال محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري والسكرتير الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، في حدیث بثه التلفزيون الإيراني: "إن أصغر عمل عسكري من الولايات المتحدة سوف يشعل النار في المنطقة".
وأضاف: "لقد أمرت الولایات المتحدة قواتها بالاشتباك مع القوات الإیرانیة في حال اقترابها"، ولذلك "لا یقترب أسطول أبراهام لينكولن لأنه لا يريد أن يخلق صراعًا غير مرغوب فيه، وهو قد استقر في مكان لا نحتاج معه إلى الاقتراب منه. نحن لا ننوي الانخراط في صراعات عسكرية الآن".
وذكر رضائي، مساء السبت 8 یونیو (حزيران)، في مقابلة مع القناة الأولی للتلفزيون الإيراني: "إن الأميركيين يعلمون أن القدرة العسكرية الإيرانية عالية للغاية لدرجة أنه إذا تم اتخاذ أصغر إجراء، فسوف تشتعل المنطقة بأكملها".
وتابع سكرتير تشخيص مصلحة النظام في إيران، قائلاً: "إن الجيش الأميركي يدرك جيدًا أن الصراع العسكري مع إيران، سيحرق المنطقة بأكملها. هذا معروف للسيد ترامب وحتى لجون بولتون، لذلك يقولون عدة مرات في الأسبوع إننا لا ننوي الاشتباك مع إيران".
وفي الوقت نفسه، قال رضائي إن "قواتنا المسلحة حافظت على استعدادها، ولن نتجاهل أبدًا العدو، فيقظتنا هي أهم رادع. لن نتغافل أبدًا". وقال: "إن قواتنا تراقب جميع الأساطیل الأميركية وهم يفهمون أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة تمامًا"، مشددًا على أن "القوات المسلحة الإيرانية تراقب القوات الأميركية حاليًا".
وردًا على تصريحات قائد حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، الذي قال إنه "لا يخطط لدخول الخليج الفارسي"، قال قائد الحرس الثوري السابق: "إن أسطول أبراهام لينكولن لن یتقدم، لأن الأميركيين لا يريدون صراعًا غير مرغوب فيه.. لقد طلب منا الأميركيون مرارًا وتكرارًا أن يكون لدينا خط ساخن، حيث يوجد خط ساخن بين الروس والأميركيين في سوريا، لكن لا يوجد حاليًا خط ساخن بين الولايات المتحدة وإيران، ومن الممكن أن يحدث اشتباك عندما تقترب قوات الجانبين من بعضها البعض، بسبب خطأ ما".
وأكد رضائي على أن "الأميركيين يبقون أنفسهم بعيدًا" لعدم وجود "خط ساخن"، و"يريدون منع أي نوع من الصراع غير المرغوب فيه، ناهيك عن أي مكان آخر".
وأضاف القائد السابق للحرس الثوري أن الأميركيين "أوعزوا لقواتهم بالاشتباك إذا ما اقتربت منهم القوات الإيرانية"، لكنه قال في الوقت ذاته: "لقد ذهب الأميركيون إلى حيث لا نحتاج إلى الاقتراب منهم، لأننا الآن لا ننوي الدخول في صراع عسكري مع أي جهة".
وفي جزء آخر من المقابلة، قال رضائي: "في فترة الحرب بين إيران والعراق، کانت بعض القوات المشارکة في الحرب تمتلك سلاح الـ(برنو)، الذي يعود إلی أربعین، أو خمسین عامًا مضت، وقد تحولت تلك الحسرة، الیوم، إلی صواریخ یبلغ مداها 2000 كيلومتر".
وفي السياق، قال القائد السابق للحرس الثوري إنه خلال الحرب مع العراق "لم تكن لدينا ذخیرة في الخطوط الأمامیة، لكن اليوم، عندما واجه تنظيم داعش إيران، وأصدر قادته بیانًا، على بعد 2000 كيلومتر من الجانب الآخر، قصفنا على الفور نفس المكان بصواريخنا"، مشيرًا إلى الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني العام الماضي على مناطق في سوريا، ردًا على الهجوم على مبنى البرلمان الإیراني.
وفي هذه المقابلة التلفزيونية، قال رضائي أيضًا إن "الضغط العسكري" على الجمهورية الإسلامية كان موجودًا فقط في العقد الأول بعد الثورة، وفي نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وقد انتهى الضغط العسكري ولم یستمر سوی 10 سنوات، ثم "على مدار 30 عامًا، تتمتع بلادنا بأمان وتتمتع أمتنا بأمان فريد في المنطقة، لأننا من خلال المقاومة، صنعنا رادعًا عظيمًا أمام الضغوط العسكرية".
ثم أشار أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى "الضغوط الاقتصادية"، واتهم الأوروبيين بدور رئيسي في حقبة العقوبات السابقة. وقال: "إن معظم هذه الضغوط كانت في مجال الاقتصاد؛ لقد فرضت علینا عقوبات على مدار الأربعين عامًا الماضية، على الرغم من أن لدينا اليوم أشد العقوبات، لكن في عام 2012، فرضت علینا أيضًا عقوبات شديدة، حیث قال الأوروبيون في عام 2011 و2012 إنهم سیقضون علینا خلال ستة أشهر.. في ذلك الوقت، وقف الأوروبيون ضدنا أکثر من الأميركيين".