صالحي يكشف عن "مفاوضات سرية" بين واشنطن وطهران.. "بإذن المرشد"
في مفاجأة دالة، كشف علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيرانية السابق، عن وجود مفاوضات سرية بين طهران وواشنطن، قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015، وبإذن مباشر من المرشد خامنئي.
وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول بهذا المستوى الرفيع، عن مثل هذه المفاوضات؛ حيث إن علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والذي كان وزيرًا للخارجية مع تسلُّم أحمدي نجاد منصب الرئاسة في إيران، يروي تفاصيل عن مفاوضات إيران السرية مع الولايات المتحدة في هذه الفترة. لكن اللافت أكثر أن هذه المفاوضات كانت بإذن من المرشد الإيراني، بل إن المرشد كان مطلعًا على كل تفاصيلها..
يقول صالحي:"عندما بدأنا المفاوضات النووية مع واشنطن، كانت الولایات المتحدة تجنح إلى التفاوض في مجالات أخرى أيضًا، لكن المرشد منع الحوار حول قضايا لا تمت بصلة إلى القضية النووية، وقال إن المفاوضات تتعلق فقط بالقضية النووية، ولم يسمح لنا بالتفاوض في مجالات أخرى.. قبل القضية النووية، سمح المرشد بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة في بعض المجالات؛ فقد التقی سفراء إيران والولايات المتحدة في بغداد لعدة مرات، وكذلك تفاوض دبلوماسيون من البلدين بشأن أفغانستان؛ وكان وزير الخارجية الإيرانية الحالي، محمد جواد ظريف، حاضرًا في هذه المحادثات؛ بمعنی أننا لم نبدأ فجأة ومن الصفر".
وأضاف صالحي: "المفاوضات السرية التي طلبتُ إذن المرشد بشأنها، كانت بناءً على الأوضاع وقتها، وهي المفاوضات التي انتهت بالاتفاق النووي عام 2015.. في الآونة الأخيرة، عارض المرشد الأعلى للثورة المحادثات الثنائية بين وزيري خارجية إيران والولايات المتحدة وقال إنها كانت خطأً، رغم أنه كان قد سمح بالمفاوضات السرية قبل ذلك. والسبب أنني عندما كنت قد ذهبت إلى حضرة القيادة، وقال لا تُجروا محادثات على مستوى وزيري الخارجية، كان أحد الشروط التي طرحوها التفاوض على مستوى أدنى من وزير الخارجية، ولهذا السبب، أرسلنا حینها السيد خاجي والسيد بهاروند والسيد نجفي والسيد زبيب، إلى عُمان.. كما عين أوباما وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والسيناتور جون كيري، بوصفهما مسؤولين عن القضية النووية. عندها كان كيري یصر على لقاء وزير الخارجية الإيراني، لكن ذلك لم يحدث، وكانت نتيجة المحادثات آنذاك أن واشنطن أعلنت من خلال سلطان عمان أنها تعترف بحق تخصیب الیورانیوم الإيراني. ومع ذلك فإن المحادثات الثنائية بين وزيري خارجية طهران وواشنطن تتابعت خلال رئاسة السيد روحاني، بعد أن كانت محظورة خلال ولاية أحمدي نجاد. ربما حصل الدكتور روحاني على إذن بالمفاوضات خلال فترة ولايته، لأن وزير الخارجية لا یمكن أن يلتقي أو يتفاوض دون أخذ الإذن".