صحيفة "همدلي": الإيرانيون بين مطرقة الجوع.. وسندان المصير المجهول
سلّطت صحيفة "همدلي"، في تقرير لها، اليوم 9 سبتمبر (أيلول)، الأضواء على ظاهرة ارتفاع الأسعار في الأسواق الإيرانية، وتزايد قلق المواطن الإيراني إزاء مستقبله، وما ينتظره من مصير مجهول، في ظل التردي الكبير الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني.
وقارنت الصحيفة، في تقريرها، طريقة تعاطي الشارع الإيراني مع ظاهرة الغلاء وارتفاع الأسعار، مع بعض الدول الأخرى التي مرّت بتجارب مشابهة، مثل السعودية وألمانيا؛ حيث امتنع المواطن في هاتين الدولتين عن شراء السلع والبضائع التي ترتفع أسعارها بشكل كبير، في حين يسارع الإيرانيون لشراء البضائع والسلع مرتفعة الأسعار، وهو ما ينم عن قلق كبير يعاني منه المجتمع الإيراني ويشير كذلك إلى خوف يتملك المواطن من مستقبل مجهول وقحط تلوح بوادره في الأفق.
وجاء في تقرير الصحيفة الإيرانية أن "نهم الشراء الذي نشاهده هذه الأيام في المجتمع الإيراني له أسباب كثيرة، حيث يشعر المواطن بخوف من القحط الذي قد يحدث في المستقبل؛ لهذا تجد المواطنين يحاولون اقتناء ما يحتاجون من سلع وبضائع".
وتضيف الصحيفة: "وتكمن أسباب هذا التسارع والنهم في الشراء، كذلك، في التراجع الأخلاقي داخل المجتمع، وضعف روح التضامن والتعاضد المجتمعي وانعدام الثقة".
وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول: "وفي هذه الأوضاع تجد أيضًا من يشتري الأشياء لا لسد حاجته ولا لخوف من المستقبل، وإنما لكي يحتكر ما يشتري ويربح منه؛ ولهذا تجد مثل هؤلاء يهجمون على مراكز البيع ليصطادوا في الماء العكر".
يذكر أن إيران شهدت، في الشهور الأخيرة، أزمة اقتصادية حادة، أعقبت انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، وعودة العقوبات الأميركية من جديد على الاقتصاد الإيراني الذي أنهكته السياسات الاقتصادية الفاسدة والأزمات السياسية الداخلية. بالإضافة إلى الأموال التي تهدرها إيران في دعم الميليشيات العسكرية في المنطقة.
وفي السياق، كان الشارع الإيراني قد شهد، في الآونة الأخيرة، وقفات احتجاجية ومظاهرات شعبية، تطالب بتحسين الوضع الاقتصادي، والتركيز على الداخل الإيراني بدل دعم الحكومات والميليشيات في المنطقة، لكن حتى الآن لم يجد الشارع الإيراني أذنًا مصغية من نظامه وحكومته، بل على العكس؛ فقد تمت مواجهة المظاهرات من جانب الحكومة والسلطات الإيرانية بالمزيد من القمع والتنكيل بالمعارضين.