تفاعل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مع الإجراءات الأخيرة للشرطة الإيرانية في التجوال بالمتهمين في شوارع طهران ومدن أخرى وضربهم، وقارنوا هذا الإجراء بمعاملة داعش للمعارضين والسجناء.

وفي أحدث حالة، قام ضباط ملثمون بالتجول في شوارع طهران بمن يُزعم في تورطهم بنزاع في حي "مُشيرية". ومن خلال الضرب والجرح طلبوا منهم إظهار الندم. وقد أثار انتشار هذه الصور غضب المستخدمين على "تويتر"، و"إنستغرام".

قبل ذلك، کان لصور مماثلة للمتهمين في قضية الهجوم على مستشفى سينا في رشت، أصداء واسعة.

کتبت المصورة مرضية موسوي، مشيرة إلى أن وجه أحد المتهمين كان معروفًا لها: "تذكرت أنهم في عام 2011، کانوا يطوفون بـ"المتهم " في الشوارع، وأنا التقطت صورة".

بالإضافة إلى انتقاد الأبعاد الخارجة عن نطاق القضاء لهذا الإجراء، أشار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا إلى عنف الشرطة وأدانوا "الوحشية".

نشر حسين رونقي، وهو ناشط مدني سابق وسجين سياسي، مقطع فيديو للسلوك المزدوج لأنصار النظام الإيراني في صمتهم لضرب المتهمين والاعتراض على خلفية مقتل المواطن جورج فلويد من أصول أفريقية على يد عناصر شرطة في مينيابوليس.

وجاءت ردود الفعل هذه، بينما قال مسؤول كبير في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إن هذه الإجراءات جزء من قرار لمجلس أمن البلاد وتتماشى مع "مطلب" المرشد الإيراني علي خامنئي.

إذن ماذا يحدث في السجون؟

وصف بعض المستخدمين عمل الشرطة بأنه "تعذيب" وتساءلوا: عندما تتم معاملة المتهم بهذه الطريقة في العلن فماذا يحدث في السجون؟ كما أشار النشطاء صراحة إلى تعذيب نويد أفكاري وسجناء آخرين.

وكتب هاتف مطهري في هذا الصدد: "ضربت الشرطة الإيرانية رأس وجسم المتهم أمام آلاف الأشخاص حتى شتم نفسه.. ثم يتوقعون منا قبول عدم حدوث شيء في مركز الاعتقال وغرفة الاستجواب في قضية نويد أفکاري، وأن المحاكمة كانت عادلة".

قبل إعدامه، ذكر أفكاري في رسالة أنه تعرض للتعذيب الجسدي أثناء الاستجواب في شيراز، وهو الموضوع الذي رفضه  القضاء فيما بعد.

وفي بعض صور المتهمين الذين طافت بهم الشرطة في الشوارع كان ضباط الشرطة ذوو الأجسام الضخمة والملثمون يضربون المتهمين، وهم يصرخون أمام المواطنين الذين يصورون المشهد بهواتفهم المحمولة.. "لقد ارتكبنا خطأ، عذرًا".

ضياء دانش، الناشط الطلابي والسجين السياسي السابق، وصف هذا النوع من معاملة الشرطة بـ"جزء صغير مما يفعلونه بالمتهمين في المعتقلات".

على غرار سلوك داعش

قارن بعض النشطاء أيضًا هذا الإجراء بسلوك داعش.

تحدث أحد النشطاء عن "الجوهر الواحد" بين الاثنين من خلال نشر مقاطع فيديو لأفعال مماثلة من قبل النظام الإيراني وداعش في وقت واحد.

كما شكك عدد من النشطاء الآخرين في الجوانب القانونية لهذا الإجراء.

من بينهم شاهين صادق زاده ميلاني، المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان، الذي قال إنه لا يوجد في القوانين الإيرانية ما يشير إلى التجول بالمتهمين في الشوارع.