بعد عشرة أيام من اندلاع الحرائق في غابات زاغروس الإيرانية، تشير التقارير إلى فشل جهود السيطرة على هذه الحرائق، بالإضافة إلى فقدان العديد من أنواع الحيوانات والنباتات.

وبالتزامن مع حدوث خلافات بين الأجهزة التنفيذية والعسكرية لإرسال طائرات هليكوبتر ومعدات مكافحة الحرائق، يحذر مسؤولو الموارد الطبيعية والبيئية في محافظات أخرى من خطر وقوع حرائق.

وكان علي رضا أتابك، قائمقام كوهكيلويه، قد أعلن، اليوم الأحد 31 مايو (أيار)، عن اندلاع الحرائق، مرة أخرى، في منطقة دهدشت المحمية، التي وردت أنباء عن احتوائها، أمس السبت.

ووصف رضا أتابك الوضع في المنطقة بأنه "مثير للقلق"، قائلا إن الوضع في منطقة كوه خائيز "حرج".

يشار إلى أن الحرائق ما زالت مشتعلة، في الوقت الذي أعلن فيه مديرعام منظمة حماية البيئة في محافظة كوهكيلويه وبوير أحمد عن "نقص في العمال والخدمات اللوجستية".

من ناحية أخرى، ما زالت النيران في غابات غشساران، التي تم الإبلاغ عنها الأسبوع الماضي، مستمرة. وفي بوشهر، تسببت الحرائق، التي اندلعت يوم الأربعاء الماضي، بإلحاق أضرار في مراعي  وأشجار منطقة كوه سياه دشتستان.

وفي محافظة خوزستان، أبلغ مسؤولو الموارد الطبيعية عن اشتعال النیران مرة أخرى في مرتفعات جبل أديو في أنديكا بعد السيطرة عليها.

وقد نشر عدد من نشطاء البيئة على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لنباتات وحيوانات محترقة في الغابات والمناطق المحمية، وانتقدوا التأخر في السيطرة على الحرائق وعدم إرسال المعدات الكافية.

وفي حين كانت هناك تقارير متضاربة في الأيام الأخيرة حول نشر مروحيات الإطفاء في المنطقة، فقد أفاد مسؤولون من وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة بأن سبب عدم إرسال المروحيات هو ديون على منظمة الغابات قدرها 30 مليار تومان.

وقدخصصت منظمة التخطيط والميزانية في البلاد 15 مليار تومان فقط لهذه القضية، فيما اتصل الرئيس حسن روحاني، بوزير الدفاع، ورئيس منظمة حماية البيئة، أمس السبت، ودعا إلى "استخدام جميع المرافق والمعدات".

تجدر الإشارة إلى أن الحرائق تواصل الانتشار غربي البلاد وجنوبها، في الوقت الذي حذرت فيه منظمات حماية البيئة والموارد الطبيعية في الشمال والشمال الغربي من احتمال نشوب حرائق، و"نقص المرافق" في هذه المناطق.

وكان المدير العام للموارد الطبيعية في محافظة مازندران قد قال: "ليس لدينا أي مرافق"، مضيفًا أن المرافق المتاحة لا تتعدى "المجرفة وطفاية الحريق".

وكان مسؤولون في محافظتي لرستان، وكوهكيلويه وبوير أحمد، حيث اندلعت الحرائق، قد قالوا في السابق إن هذه الحرائق "متعمدة".

ومن جانبه، قال إسماعيل كهرم، وهو ناشط بيئي وأستاذ جامعي، أمس السبت، إن الاختلافات بين القبائل والعشائر وحرق أراضي بعضهم بعضًا هي سبب هذه الحوادث.

ويؤكد المسؤولون الإيرانيون أن نحو 15000 هكتار من غابات البلاد تشتعل فيها النيران كل عام.

يذكر إن صحيفة "اعتماد" الإيرانية ذكرت في تقرير لها اليوم الأحد أن: "الأضرار التي لحقت بغابات زاغروس في الأيام العشرة الأخيرة، جراء الحرائق، تقدر بما لا يقل عن 50000 مليار تومان. في حين أن سعر كل طائرة إطفاء يبلغ حوالي 50 مليار تومان، أي إنه مع هذا الكم الهائل من الخسائر كان يمكن شراء ألف طائرة مجهزة برشاش مياه"