قائد الحرس الثوري الإيراني يهاجم السعودية والإمارات
هاجم قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، الیوم السبت 16 فبرایر (شباط)، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، متهمًا هذين البلدين الخليجيين بدعم جماعة "جیش العدل" السنية، مطالبًا الرئيس حسن روحاني بإطلاق ید قوات الحرس الثوري أکثر من السابق، "للقيام بعمليات انتقامية".
وخلال کلمته في مراسم دفن قتلی القوات العسکریة التابعة للحرس الثوري، في الهجوم الانتحاري الذي وقع في سيستان وبلوشستان، الأسبوع الماضي، والذي تبنته جماعة جيش العدل، قال جعفري: "فلتعلم حکومتا المملکة العربية السعودية والإمارات أن صبر الجمهورية الإسلامية قد نفد ولن تتحمل، بعد ذلك، دعم الجماعات التکفیریة، وسننتقم لدماء الشهداء من السعودية والإمارات".
وقبل ذلك، کان المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، الذي أمر الحرس الثوري بالتحقيق في الحادث، قد أكد صلة مرتكبي الهجوم الانتحاري بما سماه "أنظمة تجسس بعض الدول".
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني، قد وجه في كلمته، اليوم، بوضوح، أصابع الاتهام نحو ما سماه "أجهزة تجسس تابعة للمملكة العربية السعودية والإمارت وباکستان".
ولا تزال الدول الثلاث التي هددها قائد الحرس الثوري بالانتقام، لم ترد حتى الآن على اتهامات جعفري.رغم ان الدول الثلاث، لاسيما السعودية وباكستان، سبق وأن قامتا بنفي أي صلة لهما بالأحداث.
يشار إلى أن قائد الحرس الثوري الإيراني، كان قد هدد الحكومة الباكستانية، صباح اليوم، "بمعاملة مختلفة" إذا لم تتعاون في التصدي لجماعة "جيش العدل".
وقال جعفري في ثنايا تهديده لباكستان بأن الأخيرة تعرف مکان وجود جماعة جيش العدل، وأن الجماعة "تدعمها قوات الأمن الباكستانية".
وقد وعد جعفري بأن إيران "ستتخذ تدابير احترازية في المستقبل القريب" إذا لم تتحرك باكستان.
وكان مرشد الجمهورية الإسلامية، آية الله خامنئي، قد صرح بعد الهجوم الانتحاري على طريق خاش-زاهدان، الذي أسفر عن مقتل 27 من قوات الحرس الثوري الإيراني، بأن هذا الهجوم الانتحاري من تخطيط وتنفيذ أجهزة مخابرات في بعض دول المنطقة، ووجه الحرس الثوري الإيراني "لمتابعة الإهمال المحتمل في الحادث".
يشار إلى أن عام 2014، شهد مقتل عسكري باكستاني في المنطقة الحدودية بإطلاق نار من القوات الإيرانية. وفي ربيع 2017، في أعقاب مقتل عشرة من حرس الحدود الإيرانيين على الحدود الباكستانية من قبل مجموعة جيش العدل، بلغت حدة التوتر الحدودي بين إيران وباكستان ذروتها، حيث أطلقت إيران قذائف الهاون والصواريخ على باكستان ثلاث مرات، مما أسفر عن مقتل أحد الباكستانيين.
وفي الوقت نفسه، استهدفت طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الباكستانية، طائرة إيرانية دون طيار في إقليم بلوشستان.
ودائما ما تتهم الحكومة الإيرانية حكومة إسلام آباد بأن جماعة "جيش العدل" تستخدم الأراضي الباكستانية لتنظيم هجماتها ضد إيران. وهو الادعاء الذي ينفيه المسؤولون الباكستانيون.
وكان مسؤولون في جمهورية إيران الإسلامية قد اتهموا باكستان قبل ذلك بعدم التعاون في التصدي لجماعة جيش العدل، في حين أن اتهام قائد الحرس الثوري الإيراني لباکستان بحماية هذه المجموعة قد يؤدي إلى توترات بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، يعتقد بعض المسؤولين الإيرانيين أن لإيران الحق في التدخل العسكري، نظرًا إلى أن وعد باكستان بتوفير أمن الحدود لم يعد مجديًا.
وفي هذا السياق، قال جليل رحيمي جهان آبادي، عضو اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني، أمس: "باكستان ليست لديها القدرة على تأمين حدودها، ويمكن لإيران قانونيًا مهاجمة القواعد الإرهابية داخل الأراضي الباكستانية".