قائد بالحرس الثوري الإيراني: أنفقنا 17 مليار دولار على "أنشطتنا الدفاعية والثقافية" في المنطقة
قال محمد رضا نقدي، المساعد التنسيقي في الحرس الثوري الإيراني، إن "الولايات المتحدة أنفقت عدة تريليونات من الدولارات في المنطقة"، مضيفًا: "نحن أنفقنا، على مدى الثلاثين عاما الماضية، 17 مليار دولار على الأنشطة الدفاعية والثقافية في المنطقة".
وأشار المساعد التنسيقي في الحرس الثوري الإيران، ضمنيًا، إلى الفترة التي كان فيها قاسم سليماني، لمدة 22 عامًا على الأقل، قائدًا لفيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري، بقرار ودعم خاص من علي خامنئي.
كما لفت نقدي إلى معارضة الرأي العام في إيران للتدخل في شؤون سوريا والعراق، قائلاً: "بعض الناس الذين يقولون لماذا ذهبنا لمساعدة شعب سوريا والعراق يجب أن يعلموا أن وضعهم كان حرجًا، ونحن مسلمون ويجب أن نساعد المسلمين. وإذا لم نكن مسلمين أيضًا، نحن بشر ويجب أن نساعدهم، وبالإضافة إلى ذلك نحن قمنا بتوفير الأمن لبلدنا".
وفي السياق، قال المساعد التنسيقي في الحرس الثوري الإيران: "إن الجميع كانوا يشمتون في قاسم سليماني ويلومونه على تورطه في هذه الحروب.الآن يمكننا أن نقول بسهولة إننا ذهبنا إلى سوريا للقتال والدفاع عن الأضرحة، لكن في البداية أخفينا القوات التي قُتلت في سوريا، قلنا (استشهدوا غربي البلاد)، بالطبع لم نكن نكذب، سوريا كانت أيضًا في الغرب".
وذكر نقدي أن "الجميع كان يقول إنكم تريدون دعم الديكتاتور بشار الأسد، وحتى بين مسؤولي النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام آنذاك، ومحمود أحمدي نجاد، رئيس الجمهورية آنذاك، عارضا إرسال قوات إلى سوريا".
وأكد نقدي أن سليماني سافر إلى سوريا بأوامر من خامنئي و"هبط على مدرج المطار المحاصر من قبل العدو بطائرة تحمل عشرات الأطنان من المتفجرات والأسلحة"، وأن إيمانه بمرشد النظام جعله يتخذ أحد أصعب قراراته ويدخل ساحة هذه المعركة.
ولم يعلن مسؤولو النظام الإيراني رسميًا حتى الآن عن حجم الأسلحة وكذلك المساعدات المالية التي قدموها للميليشيات والجماعات الداعمة لهم في المنطقة.
ومن جهة ثانية، قال محمود الزهار، العضو البارز في حركة حماس، لتلفزيون "العالم"، في الأسبوع الماضي، إنه خلال زيارة لطهران، عام 2006 وحده، تسلم حقائب تحتوي على 22 مليون دولار من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني آنذاك.
وأضاف الزهار أنه خلال الرحلة إلى طهران طلبنا مساعدة مالية وتم اتخاذ قرار سريع بشأن ذلك، وبما أنني اضطررت للسفر في اليوم التالي، رأيت 22 مليون دولار في عدة حقائب في المطار.
وقال العضو البارز في حركة حماس، في المقابلة، إن كل حقيبة كانت تحتوي على 40 كيلوغراما من المال بإجمالي 22 مليون دولار، وأنه على الرغم من أن اتفاقنا مع سليماني كان أكبر من هذا المبلغ، إلا أننا لم نتمكن من حمل أكثر من هذا المبلغ لأننا لم نكن أكثر من 9 أشخاص.
وبالإضافة إلى ذلك، قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن قاسم سليماني- بالإضافة إلى توفير الصواريخ والمعدات العسكرية- كان يقدم مساعدات مالية كبيرة من عائدات النفط الإيرانية "وراء الكواليس وبعيدًا عن الأنظار"، وفي أحد الأمثلة، بعد تدمير 200 ألف منزل في الحرب التي استمرت 33 يومًا، دفع الإيجار والنفقات لمدة تصل إلى عام.
وقال نصر الله في جانب من مقابلته مع شبكة "الميادين"، في إشارة إلى المساعدة المالية من قاسم سليماني والنظام الإيراني من مبيعات النفط: "في عام 2006، بعد حرب استمرت 33 يومًا، دمر 200 ألف منزل، وعلى الفور اقترح الحاج قاسم [سليماني] وإخوته خطة سكنية".
وقال الأمين العام لحزب الله: "في ذلك الوقت، كان [الوضع المالي لإيران] أفضل مما هو عليه الآن، وأسعار النفط كانت أعلى، ونفذ سليماني والإخوة خطة إعادة توطين لأصحاب 200 ألف منزل دمرت في الحرب التي استمرت 33 يومًا، دفعوا نفقات الإيجار والمعيشة لمدة عام"، حتي يتم بناء منازلهم.
وكان نصر الله قد قال، في وقت سابق، في برنامج تلفزيوني، إن أموالنا وأسلحتنا وصواريخنا ستزودنا بها جمهورية إيران الإسلامية.
تجدر الإشارة إلى أن تمويل وتسليح الجماعات والميليشيات المدعومة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لا يقتصر على الشرق الأوسط، فقبل يومين، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، في مقابلة تلفزيونية، إن قاسم سليماني لعب شخصيًا دورًا كبيرًا في تحويل السودان، في عهد عمر البشير، إلى مستودع ومحطة لنقل الأسلحة إلى الجماعات المدعومة من قبل النظام الإيراني في المنطقة.