مع استمرار تفشي فيروس کورونا في إيران، يكشف رصد للخسائر بين المسؤولين الإيرانيين والمقربين منهم عن وفاة 12 شخصًا، وإصابة 43، علی الأقل.

وتشير الإحصاءات الرسمية التي قدمتها وزارة الصحة والتعليم الطبي الإيراني، مع نهاية يوم الاثنين 9 مارس (آذار) إلى أن أكثر من 7 آلاف إيراني مصابون بهذا الفيروس.

وفي الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن 55 شخصًا من المسؤولين ورجال الدولة، إما تعرضوا للحجر الصحي ویخضعون للعلاج، وإما ماتوا بسبب الفيروس.

وفي وقت سابق، أظهر استطلاع للرأي أجراه مرکز الطلاب الإیرانیین أن 76 في المائة من سكان طهران قالوا إن العدالة لم تتحقق بين الشعب والمسؤولين في تلقي الخدمات الصحیة. ورغم ذلك، تشمل قائمة المسؤولين والمقربين منهم المصابين، أسماء رجال الدين والمديرين الحكوميين والدبلوماسيين والبرلمانيين وقادة الجيش والشرطة ومسؤولي البلدیة.

وفاة 12 مسؤولاً بسبب کورونا

من بين أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، توفي محمد مير محمدي، بسبب هذا المرض. وهو من المقربين للمرشد علي خامنئي، وكان مديرًا لمكتب التفتيش الخاص للرئيس، خلال فترة رئاسة خامنئي.

كما شغل السيد میر محمدي مناصب أخرى مثل عضوية البرلمان، ورئاسة إدارة الضرائب، ونائب الرئيس.

وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أنه بعد وفاة هذا المسؤول في نظام الجمهورية الإسلامية، تعطلت صفحة "ويكيبيديا" الفارسية لساعات.

وفي يوم الاثنين أيضًا، توفي محمد رضا راه جمني، وهو في الرابعة والستين من عمره، بعد إصابته بهذا المرض. وكان طبيبًا، وعضوًا لأربع دورات في البرلمان الإيراني، عن دائرة سبزوار، وترأس أيضًا منظمة الرعایة الاجتماعیة في حكومة محمد خاتمي.

ومن الجهاز القضائي، توفي أحمد تویسرکاني، مستشار رئيس السلطة القضائیة، إبراهيم رئیسي، وقد شغل سابقًا منصب رئيس وكالة تسجيل العقارات والممتلكات في البلاد.

وفي الجهاز الدبلوماسي، راح اثنان من أمناء الجمهورية الإسلامية ضحية لهذا المرض حتى الآن، حيث إن السفير الإيراني السابق في دمشق، حسين شيخ الإسلام، وهو من بين الشخصيات المشارکة في احتلال السفارة الأميركية، وکان نائبًا برلمانیًا ومستشارًا لرئیس الجمهوریة، كان قد توفي يوم 5 مارس (آذار) الحالي.

وكذلك هادي خسروشاهي، السفير الإيراني السابق لدى الفاتيكان، والقائم بأعمال الجمهورية الإسلامية في القاهرة، الذي توفي هو الآخر يوم 27 فبرایر (شباط).

ومن بين النواب، توفيت فاطمة رهبر، يوم السبت. وكانت رهبر عضوًا في المجلس المركزي لـ"جمعیة مؤتلفة إسلامي"، ونائبة في البرلمان السابع والثامن.

وفي محافظة کيلان أیضًا، توفي نائب برلماني ومسؤول حكومي، هو محمد علي رمضاني دستك، الذي تم انتخابه عن دائرة آستانه نائبًا في البرلمان المقبل، وقد توفي يوم 29 فبرایر (شباط) الماضي. وكان في السابق قائمقام مدينة آستانه والمدير العام للعمل التعاوني والرعاية الاجتماعية في کیلان.

ومن هذه المحافظة أیضًا، توفي رضا بور خان علي، مدير منظمة الزراعة في رودبار.

وفي الأثناء، كانت هناك تقارير عن ثلاث وفيات بين مدرسي وعلماء الدين في الحوزة العلمیة. ومن بین الضحایا: مجتبى فاضلي، مدير مكتب مرجع التقلید موسى شبیري زنجاني، ومحسن حبيبي، مدیر مدرسة أحمد مجتهدي الدینیة، وعلي حسيني، رئيس منظمة الدعاية الإسلامية في إسلام آباد كتول في کلستان.

ومن بين القادة العسكريين، توفي واحد على الأقل بسبب إصابته المؤکدة بفيروس کورونا، كما توفي ثلاثة منهم بالتزامن مع تصاعد موجة تفشي هذا المرض، حيث تشير التقارير إلى أن فرزاد تذري، النائب السابق للمكتب السياسي للحرس الثوري، توفي متأثرًا بالفيروس.

ومن بين المسؤولين العسكريين الآخرين الذين أفادت تقاریر غیر مؤکدة أن وفاتهم کانت بسبب إصابتهم بفيروس کورونا: رمضان بور قاسم، القائد السابق لجهاز المخابرات للقوات البرية للحرس الثوري، ومحمد حاج أبو القاسمي، المسؤول عن منظمة باسیج مداحي الحرس الثوري، ورضا خازني راد، وهو ضابط عسكري كبير في الحرس الثوري في قم.

المسؤولون المصابون بكورونا يخضعون للحجر الصحي والعلاج الطبي

أكدت الجهات المعنية حتى الآن، وجود 43 مسؤولا حكوميًا مصابًا بفيروس كورونا ويخضعون حاليًا للحجر الصحي والعلاج الطبي في المراكز العلاجية والمستشفيات.

وتفيد التقارير بأنه حتى الآن أصيب كل من: معصومة ابتكار، مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون النساء والأسرة، وإيرج حريرجي، مساعد وزير الصحة الإيراني، وإسماعيل نجار، رئيس منظمة إدارة الأزمات الإيرانية، وكلهم أصيبوا بفيروس كورونا بشكل قطعي ويخضعون للحجر الصحي والعلاج حاليًا.

كما أصيب مصطفى بور محمدي، الوزير السابق لمنظمة الاستخبارات، والذي شغل أيضًا منصب وزير العدل الإيراني سابقًا.

ومن بين المسؤولين في المحافظات الإيرانية، طالت العدوى المذكورة عادلة كشميري، المديرة العامة لمؤسسة الثقافة والإرشاد الإسلامي في محافظة كلستان، شمالي إيران.

ومن بين البرلمانيين الإيرانيين الذين تم تأكيد إصابتهم بالفيروس: محمود صادقي النائب عن مدينة طهران، ومجتبى ذو النوري النائب عن مدينة قم، ونور محمد تربتي نجاد، النائب عن مدينة جرجان، وسكينة الماسي، النائب عن مدينة معشور، ومعصومة آقا بور علي شاهي، النائبة عن مدينة شبستر، ومحمد رضا منصوري، النائب عن مدينة ساوه.

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس البرلمان الإيراني، عبد الرضا مصري، 3 مارس (آذار) الحالي، أن نتيجة تحاليل كورونا لـ23 برلمانيًا كانت إيجابية، دون ذكر أسماء البرلمانيين المصابين.

ومن بين البرلمانيين السابقين، أصيب علي آقا زاده، الذي شغل أيضًا منصب قيادة قوات التعبئة (الباسيج) والحرس الثوري في محافظة كيلان، بفيروس كورونا، كما أصيبت زهرة الهيان، النائبة السابقة عن مدينة طهران بهذا الفيروس.

ومن بين المسؤولين في مجال الصحة الإيرانية المصابين بفيروس كورونا: محمد رضا قديري، رئيس جامعة قم للعلوم الطبية، ومحمد جهانغيري، مساعد منظمة النظام الطبي الإيراني، وبير حسين كوليوند، رئيس منظمة الطوارئ الإيرانية، وأرسلان سالاري، رئيس جامعة كيلان للعلوم الطبية.

وطال الفيروس أيضًا الشخصيات الدينية الإيرانية، حيث يخضع المرجع الديني موسى شبيري زنجاني للحجر الصحي والرعاية الطبية، وذلك بعد وفاة مدير مكتبه بسبب فيروس كورونا.

كما تفيد التقارير الواردة عن إصابة بعض أعضاء مجالس المدن ومديري البلديات بفيروس كورونا.

ففي طهران، أصيب مرتضى رحمان زاده، رئيس بلدية المنطقة 13 بهذا الفيروس، ولكنه تعافى منه لاحقا. كما أصيب غلام رضا حاتمي، رئيس مجلس مدينة علي آباد بفيروس كورونا، ويخضع حاليا للرعاية الطبية في المستشفى.

وعلى الرغم من هذا، فما زال هذا الفيروس يأخذ وتيرة متصاعدة في الانتشار بين المواطنين، وبين أقارب المسؤولين الإيرانيين.

الجدير بالذكر، أن فريد الدين حداد عادل، نجل غلام علي حداد عادل، رئيس مجمع اللغة والأدب الفارسي ومن المقربين للمرشد الإيراني، أكد إصابته بفيروس كورونا.

كما أن أخت شبيري زنجاني، هي أيضًا من الأقارب الذين طالهم الفيروس المذكور.