لندن تستضيف مؤتمرًا حول إيران بعيدًا عن وسائل الإعلام
أعلن السفير الإيراني في لندن، حميد بعيدي نجاد، عبر صفحتيه في "إنستغرام"، و"تويتر"، يوم أمس الخميس 18 أكتوبر (تشرين الأول)، عن إقامة مؤتمر في العاصمة البريطانية لندن، تحت عنوان: "التغييرات وآفاق العلاقة التجارية بين إيران وبريطانيا". مضيفًا أن الهدف من المؤتمر هو دراسة "سبل تعزيز العلاقات الإيرانية البريطانية، لا سيما في ظل العقوبات الأميركية".
ووفقًا لما قاله حميد بعيدي نجاد، فقد عقد المؤتمر تزامنًا مع زيارة وفد من 25 عضوًا من الغرفة التجارية الإيرانية، إلى لندن، حضره ما يقرب من 100 مشارك. وعقد المؤتمر في صمت ودون دعوات إعلامية.
وكما هو معتاد في السلوك الإعلامي، للسفارة الإيرانية في لندن، فلم يتم الإعلان عن أسماء المشاركين الإيرانيين في الاجتماع، حتى کتابة هذا الخبر. ومن بين المشارکين البريطانيين يمکن ذکر أسماء لرد لامونت، رئيس غرفة التجارة البريطانية الإيرانية، وجاك سترو، وزير الخارجية الأسبق للمملكة المتحدة.
وأعلنت المواقع الإخبارية الرئيسية داخل إيران، مثل وكالة أنباء "فارس"، ووكالة أنباء "إيسنا"، ونادي الصحافيين الشباب، خبر المؤتمر نقلاً عن تغريدة حميد بعيدي نجاد، في "تويتر".
يشار إلى أنه، منذ تولى محمد جواد ظريف رئاسة وفد بلاده في المحادثات النووية، استضافت لندن، قبل وبعد توقيع الاتفاق النووي، مؤتمرات مختلفة حول إيران، وکان معظمها يحظى بتغطيات إعلامية، بما في ذلك انعقاد الجولة الأولى من مؤتمر منتدى "إيران – أوروبا" في أكتوبر 2014، في لندن، بفندق بالقرب من السفارة الأميركية، وسط المدينة.
وتماشيًا مع السياسة الإعلامية لوزارة الخارجية الإيرانية، لعكس عملية تحسين علاقة إيران مع الغرب، سمح لوسائل الإعلام بتغطية المؤتمر، الذي استضاف بعض النشطاء التجاريين الذين نسقوا لدعوة الضيوف الإيرانيين والحكومة الإيرانية.
وقد لعب وزير الخارجية البريطاني السابق، جاك سترو، خلال السنوات الماضية، دورًا فعّالاً في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية للجمهورية الإسلامية مع الغرب، وخاصة بريطانيا، وهو ما جعل بعض وسائل الإعلام الفارسية في الخارج والداخل، مثل "إيسنا"، تضعه على رأس "اللوبي الإيراني" في بريطانيا.
وفي سبتمبر (أيلول) 2003، جاء جاك سترو، حين کان يعمل وزير خارجية المملكة المتحدة، إلى طهران، مع وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا، وأجرى محادثات مع حسن روحاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، ورئيس المحادثات النووية وقتها، وانتهت المحادثات بإعداد وتوقيع بيان طهران الشهير.
وبعد وصول روحاني للحكم، جاء جاك سترو إلى إيران عدة مرات، وكان قد ترك منصبه وزيرًا للخارجية، لكن رحلته إلى طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 كانت مثيرة للجدل. فقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن رحلته "سياحية"، لكن مصادر غير رسمية أعلنت عن مشاركته في محادثات مع شخصيات سياسية واقتصادية في إيران.
من المعروف أن جاك سترو من الشخصيات السياسية البريطانية التي تعتقد أن العصر الثوري انتهى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن إيران اليوم تديرها حكومة علمانية يمكن التفاوض معها كما يمكن تطوير العلاقات السياسية والتجارية.
وقد انعكست وجهة النظر نفسها في التقرير الخاص لمجلة "إيكونوميست"، حيث عنونت هذه المجلة الشهيرة غلاف عدد نوفمبر 2014 بـ"نهاية الثورة"، وقدمت رؤية عن إيران قريبة من رؤية جاك سترو وزملائه. وهي رؤية تجد معارضة شديدة بين منتقدي الجمهورية الإسلامية وفي العالم الغربي على حد سواء.
ويرى البعض أنه ربما نشطت بعض الشخصيات في أوروبا مثل جاك سترو، للحديث عن فرص التعاون مع إيران، على خلفية تدهور العلاقات الأميركية الإيرانية.