تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

مؤتمر وارسو؛ التحالف ضد إيران ليس صعبًا

 

لم يكن الاتفاق النووي مع إيران هو الهدية الوحيدة التي قدمتها إدارة أوباما إلى نظام الجمهورية الإسلامية، فقد حصلت طهران أيضًا على 150 مليار دولار بمقتضى هذا الاتفاق، بالإضافة إلى وضع دبلوماسي في المشهد السياسي الدولي.

بعد هذا الاتفاق، أصبح محمد جواد ظريف مجرد بوق دعائي لنظام الجمهورية الإسلامية، وتخلى عن عمله الدبلوماسي لصالح فيلق القدس الذي بات هو من يدير سياسة الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط، لذا لم تعد هناك وظيفة أخرى للوزير ظريف سوى حضور المناسبات الرسمية، والإدلاء بتصريحات دعائية.

ليس مستغربًا أن يوظف وزير الخارجية الإيراني لممارسة مهام دعائية، فنظام الجمهورية الإسلامية لا يسمح بغير هذا، وفي الحقيقة ليست الدبلوماسية وحدها هي التي تقوم بالدعاية الفجة، بل إن الأنشطة الثقافية والإعلامية أيضًا تمارس المهام الدعائية نفسها.

وفي هذا الإطار الدعائي، تنبأ ظريف بأن "مؤتمر وارسو محكوم عليه بالفشل" حتى قبل بدايته، وهو تنبؤ يشبه تنبؤًا آخر لظريف يقول بأن "إسرائيل لن ترى نهاية السنوات الـ25 القادمة"، وكلا التنبؤين ليس أكثر من تصريح دعائي، ولا علاقة لهما بالتصريحات الدبلوماسية، فكيف يمكن الحكم على مؤتمر- لم يُعقد بعدُ- بالفشل.

وفي هذا الإطار دارت بقية التصريحات الأخرى التي صدرت عن مسؤولي الجمهورية الإسلامية حول هذا المؤتمر، فهي تصريحات في حقيقة الأمر لا تعدو كونها تمنيات وليست تحليلات لما يحدث في العالم الحقيقي، تمامًا مثل تصريح: "مؤتمر وارسو لا قيمة له" الذي قاله رئيس أركان القوات المسلحة الإيراني يوم 12 فبراير (شباط) 2019. فهل هذا المؤتمر لا قيمة له حقًا؟

بطولة في صنع الأعداء

إن بطولة جمهورية إيران الإسلامية هي في الحقيقة بطولة في صناعة الأعداء. وبناء على ذلك، فإن هناك ما يکفي من البلاد التي شاركت في مؤتمر وارسو، ولذا فإن تشكيل تحالف ضد جمهورية إيران الإسلامية ليس مهمة صعبة، لأن هذا النظام هو نظام بلا صديق أو حليف، فليست هناك دولة واحدة من جيران إيران يمكن اعتبارها حليفًا استراتيجيًا لنظام طهران.

وبناء على ذلك فإن أعظم إنجاز يمكن أن يكون نظام طهران قد حققه بالتدخلات الإيرانية في دول الشرق الأوسط هو هذا التقارب اللافت الذي تم بين دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل، وهو ما تمخض عن تحالف غير معلن بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج، ضد الجمهورية الإسلامية.

التراجع والفشل؟

إن مزاعم مسؤولي جمهورية إيران الإسلامية تفيد بأن المؤتمر تراجع عن أهدافه المبدئية وأنه لن ينجح. غير أن الدلائل تشير إلى أن هذه الدعاية السياسية الإيرانية لا أساس لها، فقد أعلنت نحو 60 دولة أوروبية وآسيوية وأميركية أنها ستحضر المؤتمر بمستويات تمثيل مختلفة.

أما من ناحية أهداف المؤتمر، فليس هناك تراجع عن أهداف المؤتمر، فلم يتغير عنوان المؤتمر، حيث كان عنوانه منذ البداية مؤتمر "السلام والأمن في الشرق الأوسط"، وقد أصبحت إيران هي محور المناقشات، لأن إيران هي أهم عوامل عدم الاستقرار في المنطقة. كما أن التصريح الذي أدلى به مسؤولو الجمهورية الإسلامية بأن السلطات البولندية قالت إن "المؤتمر لا يهاجم إيران" (تابناك، 12 فبراير/ شباط 2019) لم يؤكده أي مسؤول بولندي.

لم يفشل هذا المؤتمر بالتأكيد، لأنه لم يكن يهدف إلى تشكيل تحالف لتوجيه ضربة عسكرية، حتى تتفق معه بعض البلدان وتعارض أخرى، فمثل هذا الهدف لا يعقد له مؤتمر.

إن هدف التنسيق بين التحالف هو مناقشة القلق إزاء سلوك الجمهورية الإسلامية بغية الحفاظ على أمن الطيران والشحن البحري والأمن الإلكتروني، ووقف نمو الجماعات والميليشيات، ومنع الأعمال الإرهابية، والامتناع عن التدخلات الإقليمية، وبرامج الصواريخ، وغسل الأموال؛ وهي الأمور التي يخلَّ بها السلوك الحالي للنظام الإيراني. غير أنه تم النظر في هذه القضايا في ست لجان انبثقت عن المؤتمر لاتخاذ قرارات جماعية، فمن الواضح أن منظمي المؤتمر نظروا في القضايا التي يمكن الاتفاق حولها، وليس القضايا التي هي محل خلاف.

إنجازات محتملة

ينتظر أن يكون لمؤتمر وارسو أربعة إنجازات محتملة:

1) ظهر المؤتمر بوجود بعض الدول الأوروبية وغياب دول أخرى، فهناك اختلافات في وجهات النظر بين الدول الأوروبية حول السياسة التي يجب أن تنتهج ضد الجمهورية الإسلامية. لكن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال اختبار الصواريخ وحتى تهديد أوروبا بخطوات هجومية، إلى جانب الأعمال الإرهابية في الماضي والمستقبل، ستجعل هذه الدول أقرب إلى إدارة ترامب. وربما ارتأت هذه الدول إمكانية تجاهل التبادلات التجارية مع التهديدات الأمنية التي يمثلها النظام.

(2) سيقوم هذا المؤتمر، الذي تشارك فيه إسرائيل والدول الخليجية، بتنسيق أعمال هذه البلدان ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولم يكن لأي قوة أن توحد إسرائيل والدول العربية، مثل التدخلات الأجنبية والتمدد وبرامج أسلحة الدمار الشامل.

إن عملية ذوبان الجليد بين هذه البلدان كانت جارية منذ سنين، لكن هذا المؤتمر أعلن عن ذلك رسميًا؛ فالبلد الذي أراد أن يحرض المسلمين في المنطقة ضد إسرائيل في عمل جماعي، أصبح قوة لتوحيدهم اليوم. 

(3) سوف تُظهِر الولايات المتحدة في وارسو أن دول أوروبا الشرقية التي ذاقت لعقود طعم الحكم الاستبدادي وليس من السهل أن تستسلم للاشتراكية واليسار، ستكون حليفة موثوقة لذلك البلد؛ فالحكومات التي لم تحضر المؤتمر لن تكون مؤهلة للحصول على مكافآت من الولايات المتحدة في المستقبل.

(4) الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي اليوم نظام معزول ليست له علاقات إلا مع الأنظمة والعصابات المافياوية والمرتزقة (نظام الأسد وحزب الله في لبنان والحوثيين). وسوف يعمل مؤتمر وارسو على ترسيخ هذه العزلة الدبلوماسية. لقد وضعت الولايات المتحدة دول العالم في اختيار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة، ومن الواضح أن كثيرين لن يختاروا الجمهورية الإسلامية. لم تحضر بعض دول أوروبا الغربية أو مسؤولو الاتحاد الأوروبي هذا المؤتمر، لكنهم لم يفتحوا أبوابهم للجمهورية الإسلامية. كما أن الإجراء الأخير من الدول الأوروبية لتسجيل الآلية المالية (النفط مقابل الغذاء والدواء) في مقابل انضمام إيران إلى "FTAF" لم يکن سوى إهانة للسياسة الخارجية الإيرانية.

 

محلل سياسي
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More