مجلس بلدية طهران يعتذر "للإيرانيين" عن "قطع أذن" طفل متسول
اعتذر ماجد فراهاني، رئيس لجنة الموازنة في مجلس بلدية طهران، لسكان العاصمة، عن "المعاملة غير الإنسانية لمسؤولي البلدية" مع أحد الأطفال الذين يعملون في جمع وفرز القمامة.
وكان فراهاني قد حضر اجتماعًا لمجلس بلدية طهران لمناقشة انتشار مقطع فيديو لطفل قام بعض عمال جمع القمامة في بلدية طهران بقطع أذنه، وقال فراهاني أمام مجلس البلدية: "إن العناصر الفاسدة في مافيا القمامة، تقطع أذن طفل محروم دون مأوى، من أجل مصالحها المالية، وتنشر الخوف والفساد وتسيء استخدام السلطة، لتتجلى ذروة فسادها بارتباطه بالفساد الهيكلي في البلدية".
وكان عمال في بلدية طهران قد أقدموا، أمس الاثنين 3 سبتمبر (أيلول)، على قطع أذن طفل (15 عامًا) يبحث لنفسه ولأسرته الفقيرة في مكبات القمامة على ما يسد جوعهم. وقد أمسك به عمال القمامة واحتجزوه ثم قاموا بقطع أذنه. وقد انتشرت صورة الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت أبرز الأخبار في غضون ساعات، مما حولها لقضية رأي عام.
وفي شريط فيديو تم بثه على شبكة الإنترنت بمعرفة نشطاء إيرانيين، قال الطفل إن رجال بلدية طهران قاموا بقطع أذنه بشفرة حلاقة؛ عندما وجدوه يبحث في القمامة.
وذكر رئيس لجنة الموازنة في بلدية طهران أنه أرسل تحذيرات لرئيس بلدية طهران يوم 19 أغسطس (آب) الماضي، أي قبل أقل من 20 يومًا، بشأن احترام حقوق أطفال العمل، وغيرهم من العاملين في فرز النفايات. وأضاف: "إذا كانوا قد قاموا بقطع أذن الطفل بالأمس، فعلينا أن نعلم أن هذه المافيا تنهب يومياً الكثير من دخل هؤلاء الأطفال وتعرضهم لظروف معيشية مزرية في محمود آباد وغيرها".
وأعرب فراهاني عن أمله في أن يأمر النائب الأول للرئيس، وبالتعاون مع بلدية طهران، بإزاحة المهيمنين على مكبات القمامة في طهران.
وفي الوقت نفسه قال نائب الخدمات الحضرية والبيئية في بلدية طهران، عدالت أمير زاده: "إننا سنبحث عن الطفل للوصول إليه حتى نقوم بتقديم مرتكبي هذه الجريمة للعدالة".
يذكر أن إيران من أكثر الدول التي تشهد كثافة لعمالة الأطفال، حيث قدرت الإحصاءات الحكومية عدد هؤلاء الأطفال العاملين بثلاثة ملايين طفل، فيما تؤكد دراسات علمية متخصصة يقوم بها باحثون ونشطاء أن عدد هؤلاء الأطفال يصل إلى نحو سبعة ملايين طفل على أقل تقدير.
وغالبا ما ينشر مستخدمو مواقع التواصل صورا ومقاطع من داخل إيران، تظهر أطفالاً يبحثون داخل حاويات الزبالة والمهملات ويقومون بنبشها للحصول على ما يقبل البيع مثل المعادن والبلاستيك والعلب وغيرها.
وكانت صحيفة "شرق" الإيرانية قد نشرت تقريرًا منذ أشهر عن وضع هؤلاء الأطفال ومدى كارثيته، إلى الحد الذي نقلت فيه عن طفلة قولها: "أتمنى أن لا أكبر.. حتى لا أعمل أكثر".