تزايدت المخاوف المتعلقة بالاعتداء على النساء والفتيات بحجة مواجهة حالات "الحجاب السيئ"، بعد تأكيد قائد الشرطة في طهران، حسين رحيمي، على ضرورة التحذير من "خلع الحجاب" أثناء الركوب في السيارات، لاسيما وأن هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع دعوة اثنين من أئمة الجمعة في إيران، حول "جعل الفضاء غير آمن" لمن لا يلتزمن بالحجاب الكامل.

وأشار رحيمي، اليوم السبت 3 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى حالات الخطأ في إرسال الرسائل التحذيرية المتعلقة بالحجاب، وقال إن هذه الحالات ناجمة عن أخطاء فنية كالتسجيل الخاطئ لأرقام السيارات أو أخطاء مطبعية، مؤكدًا أن نسبة الأخطاء أقل من "واحد في المائة".

وذكرت وكالة "إرنا" الحكومية يوم 19 سبتمبر(أيلول) الماضي عن "مصدر مطلع في الشرطة" أن سبب إرسال الرسائل بشكل خاطئ إلى أصحاب السيارات هو وجود خلل فني في "نظام الرسائل".

وأفاد المصدر المسؤول بأن "نظام الرسائل" المتعلق بموضوع بالحجاب شهد خللا فنيا منذ أسبوعين، ولم يتم إصلاحه إلا في الأيام الأخيرة.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمن فيهم شخصيات فنية ودينية معروفة قد كشفوا عن تلقيهم رسائل تحذيرية تتعلق بموضوع الحجاب، وتم استدعاؤهم إلى مراكز الأمن الأخلاقي بسبب "عدم الحجاب" أو السفور.

 ونشرت صحيفة "شرق"، أول من أمس 1 أكتوبر (تشرين الأول)، مقابلات مع بعض من هؤلاء الأفراد الذين تلقوا هذه الرسائل وذكروا للصحيفة أنهم يتواجدون في مدن أخرى، لكن مع ذلك وصلتهم هذه الرسائل وطلب منهم الحضور إلى مراكز الأمن الأخلاقي التابع للشرطة.

وطلبت الرسائل المتعلقة بالحجاب من أصحاب السيارات أن يحضروا في فترة لا تتعدى 72 ساعة إلى مراكز الأمن الأخلاقي، وأن يقدموا تعهدات بالالتزام بالحجاب الذي تقرره الحكومة.

وفي شأن متصل دعا اثنان من أئمة الجمعة في إيران، هما: إمام جمعة بجنورد، وإمام جمعة أصفهان، إلى "جعل الفضاء غير آمن" لمن لا يلتزمن بالحجاب الكامل، حيث وصف إمام جمعة بجنورد، أبو القاسم يعقوبي، في خطبة أمس الجمعة "الحجاب السيئ" بأنه "فيروس"، داعيا قوات الشرطة إلى جعل "حياة غير المحجبات غير آمنة"، كما دعا يوسف طباطبائي نجاد، إمام جمعة أصفهان، صاحب التاريخ الطويل في الدعوة إلى التعامل مع "الحجاب السيئ"، خلال لقائه مع مسؤولين عسكريين وأمنيين، إلى جعل الفضاء "غير آمن" بالنسبة لمن "لا يلتزمن بالحجاب الكامل".

وأثارت هذه التصريحات، حول "جعل الفضاء غير آمن" لمن لا يلتزمن بالحجاب الكامل، ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعرب العديد من الناشطين عن قلقهم من تكرار سيناريو رش مواد حمضية حارقة على وجوه الفتيات بعد دعوة رجال الدين إلى التضييق على من يتهمن بعدم الالتزام بالحجاب.

اللافت أن تصريحات هذين الشخصين، وخاصة إمام الجمعة في أصفهان، حول جعل الفضاء غير آمن لـ"المحجبات بشكل سيئ"، ذكّرت العديد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بالاعتداء بمواد حمضية حارقة على النساء في أصفهان، عام 2014.

وكتب المحامي علي مجتهد زاده، في إشارة إلى هذا الحدث، أنه "في حالة وجود أي إجراء تعسفي ضد المرأة"، يجب محاسبة إمام الجمعة في أصفهان.

كما انتقد العديد من النشطاء بشدة كلمات إمام الجمعة في أصفهان، ونشروا صور ضحايا الهجوم بالحامض في مدينة أصفهان ودعوا إلى نبذ العنف ضد المرأة.

يذكر أنه في سبتمبر (أيلول) 2018، بعد أن دعا بعض الشخصيات الدينية في أصفهان، بمن فيهم محمد تقي رهبر، إمام الجمعة المؤقت في المدينة، إلى قمع "غير الملتزمات بالحجاب الكامل"، قام العديد من سائقي الدراجات النارية في المدينة برش الحامض على وجوه الفتيات والنساء.