"مراسلون بلا حدود" تدين ضغوط الحرس الثوري الإيراني لانتزاع "التوبة" من النشطاء
انتقدت منظمة "مراسلون بلا حدود"، اليوم الخميس 25 يونيو (حزيران)، الضغط الأمني الذي يُمارسه الحرس الثوري الإيراني على الصحافيين وعمليات استدعاء نشطاء حقوق الإنسان والفنانين لأجل التعبير عن ندمهم إزاء مواقفهم وكتاباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، واصفةً هذا الإجراء بأنه "توبة إجبارية بشكل أونلاين"، وطالبت بوقف هذا النهج.
ونشرت المنظمة، اليوم الخميس، تقريرًا أشارت خلاله إلى نشر عديد من منشورات الاعتذار والنفي من قبل الصحافيين، وطالبت منظمة الاستخبارات في الحرس الثوري بوقف ممارستها الضغوط على الأشخاص في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال مسؤول مكتب إيران وأفغانستان في "مراسلون بلا حدود" (RSF)، رضا معيني: "إن إجبار الأشخاص على التوبة بشكل أونلاين هو استمرار للنهج القديم في إجبار السجناء على التعبير عن ندمهم وانتزاع الاعتراف منهم"، واصفًا هذه التهديدات الأمنية بأنها انتهاك جدِّي لـ"الحقوق الأساسية للإيرانيين"، لا سيما حقهم في حرية التعبير، والحق في التدفق الحر للمعلومات والعمل الإعلامي.
وأضاف معيني: "يجب على النظام الإيراني احترام التزاماته في مجال المعايير الدولية، لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي وقّعته طهران".
وأكدت "مراسلون بلا حدود" أن هذا القمع الذي يطال الصحافيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر أن الجمهورية الإسلامية لا تُطيق حتى وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت قد قيّدتها سابقًا عبر الحجب والرقابة.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد أعلنت سابقًا في تقرير لها أن عددًا من النشطاء المدنيين والصحافيين والفنانين البارزين اضطروا خلال الأسابيع الماضية إلى نشر منشورات على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي معبرين خلالها على ندمهم إزاء تصريحاتهم السابقة، والانسحاب من قراراتهم.
وفي أحدث حالة، حذف لاعبا المنتخب الوطني للكرة الطائرة، محمد موسوي، وسعيد معروف، منشورات لهما على "إنستغرام" انتقدا فيها إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ الحرس الثوري.
وفي غضون ذلك، فإن مقطع فيديو سجّله الممثل السينمائي الإيراني، بيجن بنفشه خاه، في مكتب وكالة "تسنيم" المقربة للحرس الثوري، أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الإيرانية، حيث قدّم الممثل تعازيه في وفاة المطربة والممثلة مرجان التي وافتها المنية الأسبوع الماضي في المنفى خارج بلادها.
واضطر بنفشه خاه إلى تسجيل مقطع فيديو آخر يوضح فيه أنه لم يكُن يعرف انتماء مرجان السياسي إلى منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام في طهران، منتقدًا الإعلام الفارسي في الخارج الذي قام بنشر تعازيه في موت مرجان.
وفي سياق مُوازٍ، نشرت كل من الفنانة تهمينه ميلاني، ومتين ستوده، وبهنوش بختياري، بيانات أكدن خلالها عدم وجود أي صلة لهن بمنظمة مجاهدي خلق، ومريم رجوي.
وأشارت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى حالات مُماثلة أخرى، نشرها الصحافيون للتعبير عن ندمهم، والانسحاب عن مواقفهم السابقة، بمن فيهم مجكان جمشيدي، وليلا مرغن، ومحمد معيني.
وتصاعدت هذه الضغوط بعدما وجّه رامين باشائي، نائب رئيس الشرطة السيبرانية في مجال إنتاج المعلومات وتبادلها، تحذيرين منفصلين في مايو (أيار) السابق أشار خلالهما إلى ما سمَّاه "تضليل الرأي العام" على الفضاء الافتراضي، قائلاً لرواد التواصل الاجتماعي بأن "ينتبهوا على أنشطتهم في الفضاء الافتراضي".
وفي تصنيفها عام 2020 لحرية الإعلام، أدرجت منظمة "مراسلون بلا حدود"، إيران في مرتبة منخفضة 3 نقاط، في المركز 173، من أصل 180 دولة بين الدول ذات "الوضع السيئ للغاية".