قال مصدر مطلع لـ"رويترز" إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استقبل في واشنطن الخميس 29 أبريل (نيسان)، يوسي كوهين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية، وجلعاد إردان السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مضيفًا أن يوسي كوهين "أعرب خلال الاجتماع عن قلقه بشأن أنشطة إيران النووية".

يشار إلى أن وفدًا إسرائيليًا رفيع المستوى كان قد سافر إلى واشنطن "لتأكيد معارضته لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران".

وقد التقى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جاك سوليفان، بأعضاء الوفد في واشنطن، يوم الثلاثاء الماضي، بمن فيهم مئير بنشبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، لمناقشة القضايا التي تتعلق بإيران.

وقال مصدر مطلع، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لـ"رويترز" إنه خلال الاجتماع شدد مئير بنشبات على "حرية القيام بعمل [عسکري]  ضد إيران إذا لزم الأمر".

يأتي هذا بينما شدد وزير المخابرات الإسرائيلية إيلي كوهين، في مقابلة مع "رويترز" في نفس اليوم على أن المنطقة ستنجر إلى الحرب والصراع العسكري إذا توصلت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى اتفاق نووي سيئ.

ومن جهته، قال إيلي كوهين، مكررا موقف إسرائيل، بأنها لا تعتبر نفسها مقيدة بالجهود الدبلوماسية في هذا الصدد، وأضاف: "اتفاق سيئ سيدفع المنطقة نحو الحرب بسرعة".

 

وذكرت وكالة "رويترز" أن محادثات وزيرة الخارجية الأميركية مع رئيس الموساد والسفير الإسرائيلي في واشنطن، أمس الخميس، كانت جزءًا من الجهود الأخيرة للحكومة الإسرائيلية لإبلاغ المسؤولين الأميركيين استياءها من البرنامج النووي الإيراني.

وقال المصدر لـ"رويترز" أيضًا إن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا في اجتماع أمس الخميس عن قلقهم العميق بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني وأنشطة أخرى لنظام طهران.

وأشار جلعاد أردان في اليوم نفسه إلى أن إسرائيل "مع الأسف" وصلت إلى "الثقة" في عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي  ورفع معظم العقوبات عن "دولة متطرفة" مثل إيران.

إلى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى لوسائل الإعلام في بلدهم بعد اجتماع الوفد مع جاك سوليفان إن نتيجة الاجتماع كانت "تفاهمًا على أنه ليس لدينا تفاهم بشأن إيران".

وقال سفير إسرائيل في واشنطن جلعاد أردان لموقع "واي- نت"، إن "اتفاقًا بين الولايات المتحدة وإيران سيوقع في الأسابيع القليلة المقبلة"، مضيفًا أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا إسرائيل بأنهم واجهوا صعوبات في المحادثات غير المباشرة مع إيران. لكن إسرائيل ترى "للأسف" أن الجانبين الأميركي والإيراني سيتوصلان إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أنه بالتزامن مع تحركات المسؤولين الإسرائيليين، تعقد الجولة الثالثة من محادثات اللجنة المشتركة لإحياء الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، الثلاثاء، بمشاركة ممثلين عن أعضاء الاتفاق النووي، بما في ذلك إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا. كما أن الولايات المتحدة منخرطة بشكل غير مباشر في هذه المفاوضات.

يشار إلى أن كيفية عودة إيران والولايات المتحدة إلى التزاماتهما في إطار الاتفاق النووي هو المحور الرئيسي لهذه المفاوضات. 

وقد أعربت حكومة جو بايدن عن رغبتها في العودة إلى الاتفاق النووي، لكن واشنطن سبق لها أن أعلنت عن اتخاذ مثل هذه الخطوة بشرط تنفيذ إيران الكامل لالتزاماتها وفق الاتفاق النووي. 

وفي المقابل، جعل المسؤولون الإيرانيون العودة إلى الاتفاق النووي مشروطة برفع فوري للعقوبات الأميركية أولا.