في الوقت الذي أكد فيه المرشد الإيراني، على خامنئي، ما سماه "تحرير أراضي أذربيجان المحتلة"، نشرت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري، مقالا لها، وصفت فيه هيمنة أذربيجان على أجزاء من ناغورنو كاراباخ بأنها "تحول شرير، وكارثة للسلام".

وانتقد المقال، الذي تم نشره في وكالة الأنباء اليوم الجمعة 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، انتقد بشدة سلوك الحكومتين الروسية والتركية، ووصف الدبلوماسية التركية في حرب ناغورنو كاراباخ بأنها "أفعال شريرة"، مشددًا على أن حكومة إردوغان "تريد فرض رغباتها على إيران".

واتهم كاتب المقال الحكومة الروسية بـ"الصيد الاقتصادي والسياسي"، مضيفًا أن الوضع الجديد "لن يترك أمام إيران فرصة كبيرة للعب دور فعال".

وطبقًا لاتفاقية وقف إطلاق النار التي توسطت فيها روسيا بين أرمينيا وأذربيجان، والموقعة يوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحتفظ أذربيجان بالمناطق التي سيطرت عليها من إقليم ناغورنو كاراباخ خلال الحرب الأخيرة، وعلى أرمينيا الانسحاب من الأراضي المحتلة.

كما أشار تقرير وكالة "فارس" إلى إمكانية وجود قاعدة عسكرية إسرائيلية في المناطق الحدودية الإيرانية، ووجود مسلحين أرسلتهم الحكومة التركية من سوريا إلى حرب ناغورنو كاراباخ كعوامل أخرى يمكن أن يكون لها "عواقب أمنية خطيرة" على إيران.

وكانت الحكومة الإيرانية قد أعربت، مرارًا، عن قلقها بشأن وجود مسلحين قدموا من سوريا، وحذرت ضمنًا الحكومة التركية في هذا الشأن.

وفي إشارة إلى أن المراكز الحدودية مع إيران أصبحت الآن تحت سيطرة أذربيجان بشكل كامل، شددت وكالة "فارس" على أن "أنقرة لم تعد بحاجة إلى طريق عبور إيراني للوصول إلى أذربيجان" وبما أن إيران فقدت طريق العبور إلى أرمينيا، يمكن لروسيا وتركيا الآن "استبعاد إيران بسهولة من المعادلات المستقبلية لنقل الطاقة إلى أوروبا"، مما يتسبب في خسائر بمليارات الدولارات.

وعلى الرغم من أن تحقيق السيناريوهات الواردة في هذا التقرير أمر معقد ويستغرق وقتا طويلاً، إلا أن مضمون هذا التقرير يتناقض مع تصريحات وسياسات المرشد خامنئي والحكومة الإيرانية الداعمة لتحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة واتفاقية وقف إطلاق النار بين البلدين.