
ممثل خامنئي في "كيهان" يدافع عن فساد "بناهيان": لا تسألوه عن أمواله فقد خدم الثورة
بعد الكشف عن وثائق حول كيفية حصول علي رضا بناهيان على ممتلكات بقيمة عشرات المليارات من التومانات، طالب حسين شريعتمداري، ممثل علي خامنئي في صحيفة "كيهان"، في مقال نشر في هذه الصحيفة، قوات حزب الله وأولئك الذين سماهم "أصدقاء الثورة" بعدم الدخول إلى الحياة الخاصة لـ"بناهيان" او سؤاله "من أين أتى بتلك الوحدة السكنية"، لأن لديه "سجلاً رائعاً في خدمة الإسلام والثورة".
ويعد هذا هو أول رد فعل لأحد المعينين من قبل خامنئي والمقربين منه، على الكشف عن وثائق تظهر كيفية حصول بناهيان، رجل الدين والخطيب المقرب من علي خامنئي، على ممتلكات بعشرات المليارات من التومانات.
وكان الصحافي ياشار سلطاني تناول فساد علي رضا بناهيان، رجل الدين والخطيب المقرب من علي خامنئي، بنشره عدداً من الوثائق تتعلق بواقعتين؛ إحداهما شراكة بناهيان مع رضا مطلبي كاشاني، صاحب شركة أغذية "تاك ماكارون"، في عقار تبلغ قيمته عشرات المليارات من التومانات، أما الواقعة الثانية فتظهر أن "بناهيان" اشترى، عام 2012، قطعة أرض في منطقة سعادت آباد بطهران تبلغ قيمتها عشرات المليارات من التومانات بسعر 11 مليوناً و800 ألف تومان، من رجل إيراني يعيش في فرنسا.
يذكر أن بناهيان، الذي يتمتع بالدعم الدعائي للمؤسسات التي يسيطر عليها خامنئي مثل الإذاعة والتلفزيون، كثيرًا ما كان يروج للبساطة كطريقة إسلامية للحياة، ولكن مع اتساع دائرة الكشف عن فساد المسؤولين خلال السنوات القليلة الماضية، أدلى بتصريحات أخرى حول "الثراء تمهيدًا لظهور الإمام الغائب".
وكتب "سلطاني" مخاطبًا "بناهيان": "لا تتحدث معنا عن التعاطف. أتمنى لو كنت قد درست قليلاً بدلاً من التحالف مع أصحاب المليارات والأثرياء لكي تفهم أن العدالة هي أحد مبادئ ديننا، ويجب أن تحكم سلوك عباد الله".
ورداً على ذلك قال "بناهيان": ليس لديَّ إلا وحدة سكنية، وهي هدية من الأصدقاء، مثل الإمام الخميني الذي عاش على الهدايا، والمرشد [علي خامنئي] الذي يعيش على هدايا رفاقه، فأنا أعيش هكذا". وأضاف: "لم أكن أتطلع أبدًا إلى كسب المال. لو أخبرت الناس بكل تفاصيل حياتي، فسوف يجمعون التبرعات من أجلي".
ولم يظهر بيت خامنئي أو مكتبه، الذي كان فيه "بناهيان" أحد المتحدثين المنتظمين في الاحتفالات الدينية في السنوات الأخيرة، أي ردة فعل مباشرة بعد الكشف عن هذه القضية، لكن رد فعل حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، لا ينفصل عن رد الفعل المحتمل من مكتب المرشد.
ففي عدد الخميس من صحيفة "كيهان"، قال ممثل خامنئي، عن الوثائق المنشورة حول كيفية حصول "بناهيان" على ممتلكات تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من التومانات، بأنها "شائعة"، واصفاً إياه بـ "الأخ العزيز" ، مضيفاً أنه بسبب "الشخصية النقية والمضحية" لبناهيان، "لم تكن هناك حاجة للرد" على الوثائق المنشورة.
يذكر أن "شريعتمداري"، خلال ما يقرب من ثلاثة عقود من تمثيل خامنئي في صحيفة "كيهان" المصادرة، حوّل الصحيفة إلى مركز لنشر الاتهامات حول الحياة الشخصية للمثقفين والنشطاء السياسيين والاجتماعيين. وعلى النقيض من اتجاهه هذا طالب في مقال، يوم الخميس، من سماهم "أصدقاء الثورة"، بعدم الدخول إلى الحياة الشخصية لبناهيان، قائلاً: "إخوتي الأعزاء، إذا كان لديكم نقد على كلام بناهيان، يمكنكم التحدث إليه مباشرة، أما الدخول إلى الحياة الخاصة لبناهيان ومن أين أتى بذلك المنزل، فذلك لا علاقة له بنقد كلامه".
وشدد على أن "النقاش الثنائي أو متعدد الأطراف، شخصيًا أو كتابيًا، هو الحل المحدد لمثل هذا النقد، وليس الدخول في الحياة الخاصة لشخص مثل بناهيان، الذي له سجل باهر في خدمة الإسلام والثورة".
كما أعرب ممثل خامنئي في "كيهان" عن سعادته لأن "قوى حزب الله" لم تدخل في نقاش حول كيفية حصول بناهيان على عشرات المليارات من الممتلكات، وكتب: "لحسن الحظ ، في هذه القضية، لم يتعرض أي من حزب الله والقوى الثورية" للقضايا الشخصية لبناهيان، وهي علامة نموذجية على شخصيتهم الدينية وذكائهم السياسي، وهذا جدير بالثناء".