مواقع إعلامية أميركية: في قضايا الشرق الأوسط وإيران.. بايدن ليس أوباما
كتب موقع "ناشيونال نيوز" في تحليل له، أنه على عكس التوقعات، ورغم مخاوف البعض، فإن السياسة الخارجية لإدارة بايدن تجاه الشرق الأوسط، ومسألة التوتر الأميركي مع إيران، لن تكون مثل سياسة باراك أوباما.
وأشار محلل "ناشيونال نيوز"، الاثنين 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى أن "قلقًا كبيرًا" نشأ بين بعض حلفاء أميركا بشأن انتخاب بايدن، وأن التوقع السائد هو أنه سيعود إلى سياسات عهد أوباما بشأن إيران.
كما نشرت رسوم متحركة وصور ساخرة لبايدن، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحتضن الجانب الإيراني بحرارة.
ومع ذلك، أشار المحلل الإعلامي إلى أنه على الرغم من جهود الإدارة الجديدة للتفاوض مع طهران، فيجب أن نتذكر أن دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يغادر البيت الأبيض، قد التزم أيضًا بمثل هذا النهج في التفاوض مع إيران.
وأشار التقرير إلى أن النظر إلى نهج بايدن باعتبار أنه "يتفق" مع نهج أوباما تجاه إيران، يعد أمرًا خاطئًا، مضيفاً أنه "عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة والشرق الأوسط، فإن بايدن ليس أوباما".
وفي شرح هذه القضية، تشير "ناشيونال نيوز" إلى أن كل آمال الرؤساء، منذ أيام جورج دبليو بوش، سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين، كانت إنهاء "الحروب الدائمة" وتقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط.
ويشير المقال إلى أن مثل هذا النهج لدى الرؤساء يرجع إلى تحول في الأولويات الجيوسياسية للولايات المتحدة، بسبب التحديات التي تفرضها الصين وروسيا واستقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة.
دوافع بايدن التدخلية
وتابع التقرير بعرض الاختلافات بين أوباما وبايدن، وكتب أن التمييز بين الاثنين يتضح من خلال نظرة على نهج سياستهما الخارجية.
ولتقديم أدلة في هذا الصدد، يشير الكاتب إلى أنه في قضية هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، على الرغم من أن الحروب في أفغانستان والعراق تعتبر الآن على نطاق واسع "خطأ استراتيجيا" في الولايات المتحدة، إلا أن بايدن كان مؤيداً لها. وأثناء زيارته للفلوجة في العام التالي للهجمات، أيد سياسة جورج دبليو بوش في إرسال المزيد من القوات لقمع الاضطرابات. لكنه من ناحية أخرى، انتقد خلال إدارة بيل كلينتون، الحكومة لعدم اكتراثها بمذبحة المسلمين في البوسنة.
ويخلص الكاتب إلى أن دوافع التدخل الليبرالي من جانب الرئيس المنتخب حديثًا تنبع من السنوات التي قضاها في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
كما أن كبار مستشاريه للسياسة الخارجية، بمن فيهم أنتوني بلينكين، وجيك سوليفان، وآخرون، من بين الشخصيات الرئيسية في السياسة الخارجية في واشنطن.
وذكرت "ناشيونال نيوز" أن هذا النهج يتناقض بشكل صارخ مع نهج أوباما، وكبار مستشاريه، والمسار الذي سلكوه في البيت الأبيض.
يذكر الكاتب أيضًا أنه بينما كان بايدن يعتبر عنصرًا مألوفًا لدى مجلس الشيوخ، كان أوباما شابا أقل شهرة، وكان "دخيلا" تماماً شق طريقه نحو الرئاسة.
احتمال خفض العقوبات.. لكن بشكل تدريجي
في جانب آخر من المقال، يشير الكاتب إلى أن نهج بايدن لا يعني أن حكومته مترددة في تخفيف العقوبات على إيران، ولكن قد ينتهج "التخفيف التدريجي" لبناء الثقة.
وبحسب المقال، فإن هذه السياسة تستند إلى موافقة إيران على خفض تخصيب اليورانيوم والعودة إلى المفاوضات.
ونشر موقع "ناشيونال نيوز" الإخباري: "في مقال نُشر في وقت سابق من هذا العام، أن بايدن تعهد بجعل اتفاق السيد أوباما النووي مع إيران نقطة بداية المفاوضات، وليس الهدف النهائي".
ويمضي الكاتب إلى قول إن بايدن وعد أيضًا بتمديد بنود "بريكس" المثيرة للجدل، التي وافق عليها أوباما، والضغط على إيران للحد من برنامج الصواريخ الباليستية، وكذلك أنشطتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
ويعتقد الكاتب أن أوباما ترك هذه القضايا إلى حد كبير دون حل.
دعم الحلفاء الإقليميين في قضية إيران
وفيما يتعلق بنهج إدارة بايدن تجاه حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، كتب الموقع الإخباري مؤخرًا أن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي السابق لبايدن، والذي من المرجح أن يتولى منصبًا إداريًا رفيعًا في إدارته، أكد أن الرئيس الجديد سيقدم الدعم اللازم لحلفاء الولايات المتحدة للتوصل إلى تفاهم إقليمي بشأن إيران.
ويختتم الكاتب بالقول إن الدول العربية لا تحتاج إلى الخوف من انتقال السلطة في الولايات المتحدة، بل يجب عليها أن تستغل الفرص الجديدة.