طلبت نائبة الرئيس الإيراني، لعيا جنيدي، من السلطة القضائية مراقبة وتدريب ضباط الشرطة، حتى لا يكرروا ممارساتهم "التعسفية". وقد جاء طلبها هذا في معرض تعليقها على مقتل الشاب مهرداد سبهري، الذي توفي في إحدى قرى محافظة مشهد، بسبب التعذيب والاعتداء الجسدي عليه من قبل الشرطة.

وفي التقرير الذي نشر على بوابة الحكومة، اليوم الثلاثاء 27 أكتوبر (تشرين الثاني)، انتقدت لعيا جنيدي معاملة الشرطة للشاب المشهدي، قائلة إنها "انتهاك واضح للقواعد القانونية المتعلقة بمعاملة المواطنين المشتبه بهم".

وأشارت جنيدي إلى دور الشرطة كمنفذين للأحكام القضائية، قائلة إنه من الضروري أن يعمل القضاء وفق قانون الإجراءات الجزائية من أجل "مراقبة ضباط الشرطة"، حتى لا ينتهك هذا "التعسف" حقوق المواطنين.

كما طالبت جنيدي بالالتزام بقانون الحصول على لقب "ضابط قضائي" بعد إصدار "شهادة تدريب" وموافقة المدعي العام.

وفي أجزاء أخرى من التقرير، ذكرت هذه المسؤولة الحكومية أن "إهانة"، و"تعذيب"، و"انتهاك حقوق" المواطنين، أثناء الاحتجاز والسجن، يعد انتهاكًا للقانون.

وكان شقيق مهرداد سبهري قد ذكر في مقابلة سابقة مع "إيران إنترناشيونال"، أن أخاه "تعرض للضرب على أيدي عناصر الشرطة لمدة 45 دقيقة قبل أن يموت وينقل إلى المستشفى".

وقد صرحت نائبة الرئيس للشؤون القانونية في جزء من تقريرها في هذا الشأن: "لا تنص أي من القوانين ذات الصلة في البلد على الاعتداء على حياة الأفراد وكرامتهم، كما رأينا في الحادث أعلاه، وبالتالي، لا يحق لأي مسؤول في السلطة القضائية، ولا أي ضابط تجاوز الحدود المنصوص عليها في القوانين.

إلى ذلك، قارن المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي وفاة مهرداد سبهري بسبب تعذيب الشرطة، بموت جورج فلويد، الأميركي الأفريقي الذي قتلته شرطة ولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة، واصفين إياه بـ"جورج فلويد الإيراني".

وفي معرض رده على الانتقادات الموجهة لقوة الشرطة في هذه القضية، قال مسؤول قضائي في قضية مقتل سبهري إنه تعرض للضرب في شجار عائلي مع "أسرة زوجته"، ومع "أصحاب المتاجر" في منطقته .

وقال محقق القضية علي أكبر أحمدي نجاد: "لكننا نرى الآن أنهم يناورون حول هذه القضية، بأنها من عمل قوة الشرطة".

وقد ظهر في صور تعذيب وضرب مهرداد سبهري أن ضابط شرطة ألقى القبض على الشاب وقيد يديه بالأصفاد إلى عمود في بلدة حجت في مشهد، وعذبه بشكل متكرر بالصاعق الكهربي ورش رذاذ الفلفل على وجهه وعينيه.

ورغم أن المحقق وصف استخدام الضابط للصاعق بأنه "للتخويف"، فقد وصفت لعيا جنيدي سلوك ضابط الشرطة بأنه "انتهاك واضح  للقانون".