حضر رضا بهلوي، نجل شاه إیران السابق محمد رضا بهلوي، اجتماعًا بعنوان "بعد أربعين عاما على الجمهورية الإسلامية: ماذا ينتظرها في المستقبل"، الذي انعقد في معهد واشنطن للدراسات، وألقى كلمة فيه، ثم أجاب على أسئلة الباحث في المعهد، مهدي خلجي، وغيره من المشاركين.

وأكد ولي عهد إيران السابق، في حديثه، على أن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية: "على مدى السنوات الأربعين الماضية، لم يكن بهذا القدر من البشاعة والضعف، وأعتبر أنها غير قابلة للإصلاح إلا من خلال الشعب الإيراني"، و"الأساليب اللاعنفية"، لكن الاهتمام والدعم الدوليين لهذه القضية سيكونان حيويين وموثرين.

وأشار رضا بهلوي إلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران ورفضها للنظام القائم، من خلال الشعارات التی أطلقها المتظاهرون، وذكر سلوکیات الجمهورية الإسلامية على مدى الأربعين عامًا الماضية، بدءًا من اعتقال أصحاب الرأي، وتطهير الجامعات، وعدم المساواة، والتمييز على أساس نوع الجنس والمذهب، وتدمير البيئة، ونهب ممتلكات الناس والموارد الطبيعية.

ومضى يقول إن النظام في إيران "مؤيد لنشر الإرهاب" باستخدام الثروة التي نهبها من المواطنين، وأصبح سببًا في نشر الدمار والكراهية وعدم الاستقرار في المنطقة والنزاع في العالم، وإنشاء منظمات متشددة لإثارة الاضطرابات في الدول المجاورة، وتأجيج الحروب والصراعات التي حصدت الآلاف وشردت الملايين.

وأشار نجل آخر ملوك إيران، في كلمته، إلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران، وقال: "لقد أخذت جمهورية إيران الإسلامية أرضنا وشعبنا رهينة، ونجحت في الاستمرار بحكمها إلی هذه اللحظة بواسطة إثارة الإرهاب والقمع والعنف. لكن إيران ومواطنيها طفح بهم الكيل، وعلى الرغم من العقبات والمخاطر، فقد تم فتح فصل جديد يعبر عن معارضتها بطرق مختلفة، بدءًا باحتجاجات في الشوارع وصولًا إلى الإضرابات العمالية والعصيان المدني، فالإيرانيون يريدون استرجاع حريتهم ومكانتهم وبلدهم".

ثم خاطب بهلوی المجتمع الدولي، ووصف هذه الحركة الاحتجاجیة بأنها "فرصة حاسمة" في إيران لإيجاد حل دائم أمام تهديدات الجمهورية الإسلامية، وأنها فرصة للتغيير في الشرق الأوسط.

وتابع رضا بهلوي أن الممثل الحقيقي للشعب الإيراني هو دولة ديمقراطية تكون سياستها الخارجية مختلفة جدًا عما نراه الآن. وکشف عن بعض ملامح هذه السياسة، بأنها: "ستکون حكومة تمثل وتعكس ثقافة وإرادة شعبها، وتعمل بشكل وثيق مع جيرانها العرب للقضاء على التطرف والإرهاب في المنطقة، وتستعین بالعلماء الإسرائيليين على حل أزمة المياه في إيران، وترحب باستثمار الأميركيين والأوروبيين في اقتصاد إيران العظيم والمستعد، وستكون علاقات مواهبها اللامعة مع أكبر المراكز التعليمية والبحثية الغربية، وأن تقدم فنها المذهل وموسيقاها الجميلة خارج الحدود، وتحترم الروح السلمية والودية لشعبها تجاه الدول الأخرى".

كما أشار ولي عهد إيران السابق، في كلمته، إلى رفض طلبة الجامعات، سحق العلم الأميركي والإسرائيلي الذي تم رسمه عند مدخل الجامعات على الأرض، معتبرًا أن ذلك يحمل رسالة هامة، وذكر بعضًا من شعارات الشعب الاحتجاجية، واصفًا إياها بأنها تاكيد شعبي على مطالب الشعب وإرادته في التغيير.                                                                                                                                     واستطرد بهلوي قائلا: "أربعون عامًا وأنا أعمل على تحقيق هدف محدد: إيران ديمقراطية-علمانية تقوم على حقوق الإنسان وحكم القانون.. لقد أكدت على أن الجمهورية الإسلامية تشكل تهديدًا لوجود إيران وإلإيرانيين، وليست قابلة للإصلاح بأي حال من الأحوال. أنا أؤمن إيمانًا راسخًا بأن إيران الديمقراطية لن تأتي إلا من خلال أساليب غير عنفية، وأعتقد أن الشعب الإيراني سيكون المفتاح لهذا التغيير، ولكن الاهتمام والدعم الدوليين أمران حيويان".

واقتبس بهلوي من مارتن لوثر كينغ قوله: "نحن لجذب الدعم الدولي لنضال شعبنا، لم نتذكر أقوال أعدائنا وإنما نتذكر صمت أصدقائنا". 

وأكد رضا بهلوي مجددًا أن "هذا النضال لا يجب أن يُرى كمجرد احتجاجات محلية ومجموعات، بل هو نضال من أجل كرامة الإنسان وحريته، ويستحق دعمًا غير مشروط".

وأنهى رضا بهلوي نجل شاه إيران السابق كلمته، وقال: "على مدى السنوات الأربعين الماضية، لم تكن الجمهورية الإسلامية، في أي وقت من الأوقات، بهذا القدر من البشاعة والضعف، ويجب أن تكون السياسة الخارجية تجاهها بالنظر إلی هذه الحقيقة، بأن شعبنا منخرط في نضال شامل  من أجل استعادة إيران من الجمهورية الإسلامية، وتركيزي ينصب على توجيه عملية التغيير هذه،  بحيث تكون النتيجة دولة علمانية وديمقراطية ومستدامة".