قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن الصين تدعم سياسات الدول الإقليمية الرامية إلى منع التدخلات الخارجية في شؤونها، مؤكدا أن بكين لا تبحث عن مصالحها في هذا الخصوص.

ونوّه المسؤول الصيني، في تصريح له اليوم الأربعاء 31 مارس (آذار)، بعد انتهاء زيارته إلى إيران والتي شهدت توقيع اتفاقية الـ 25 عاما بين طهران وبكين، أن الصين "تدعم دول المنطقة لكي تظل غير قابلة للاختراق وبسط النفوذ من قبل الدول الأخرى، وتستمر في مواجهة الضغوط والتدخلات، وتسلك سبل تنميتها بشكل مستقل ويتناسب مع واقع المنطقة".

جدير بالذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية التعاون الشامل بين إيران والصين، يوم السبت، 27 مارس (آذار)  الجاري، خلال زيارة وزير الخارجية الصيني لإيران، فيما تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترًا متزايدًا.

وأشار السفير الصيني إلى زياراته إلى دول المنطقة، والتي شملت تركيا والسعودية والإمارات والبحرين وعمان بالإضافة إلى إيران، وقال إن أهداف الزيارات قد تحققت في ما يتعلق بالتوصل إلى تفاهمات حول الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما نجحت الأطراف في التوصل إلى تفاهم حول إنشاء آلية جديدة لإعادة تفعيل طريق الحرير الرابط بين دول المنطقة والصين.

وبعد الإعلان عن توقيع إيران والصين على الاتفاقية المشتركة تزايدت الأصوات والدعوات المطالبة بالكشف عن التفاصيل واعتماد الشفافية في هذه الاتفاقية، وقد وصف بعض المواطنين هذه الاتفاقية بأنها "بيع البلاد" إلى الصين.

ونظم مئات المواطنين في طهران وكرج وكيلان وقفات احتجاجية، رفضا للاتفاقية، التي أثارت الكثير من المعارضة والانتقاد نظرا لطبيعتها الغامضة، وما يثار حولها من تكهنات وتفسيرات تقلق المواطنين وتخوفهم من التبعات المترتبة على مثل هذه الاتفاقية، فيما طالب نشطاء بتنظيم احتجاجات واسعة في الأيام القادمة.

وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي السلطات في بلادهم بالشفافية والإعلان عن تفاصيل هذه الاتفاقية، إلا أن المسؤولين الإيرانيين قد علقوا على هذه الدعوات بالقول إن الصين لا توافق على نشر تفاصيل هذه الاتفاقية.

كما قال وزير الخارجية الصيني إن بلاده سيكون لها دور أكبر مستقبلا في الملف النووي الإيراني، وأضاف أن المسؤولين الصينيين قد زاروا روسيا لكي يجتمعوا هناك من الروس والإيرانيين لدراسة آليات وبرامج العمل المتعلق بالملف النووي الإيراني. 

وفي هذا الخصوص ذكرت جريدة "جنوب الصين الصباحية" في تقرير لها أن المسؤولين في بكين قد نقلوا للأميركيين رسالة مفادها أن "تطوراتٍ جديدة" قد حصلت في ملف إيران النووي، وطالبت واشنطن أن تستغل هذه الفرصة الجديدة وتسفيد منها بأفضل شكل ممكن.