يوناني سلم شحنات الوقود الإيراني طوعا لأميركا.. وتقديم ثمنها لـ"ضحايا الإرهاب"
نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، تقريرا نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن شحنات الوقود الإيرانية التي صادرتها الولايات المتحدة، كان قد تم تسليمها طوعا من قبل مالكها اليوناني. وأضاف المسؤولون الأميركيون أن هذا الإجراء جاء نتيجة جهود براين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الإيرانية.
وقد وصفت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، في تقرير نقلاً عن مسؤولين أميركيين، اليوم الأحد 16 أغسطس (آب)، وصفت الإجراء الأميركي بأنه "الأول من نوعه".
ونقلت الصحيفة عن هوك قوله إن "هذه الخطوة تبعث برسالة واضحة إلى صناعة النقل البحري بالامتناع عن التعامل مع النظام الإيراني".
وأضاف هوك أن "عائدات النفط الإيرانية تمول الإرهاب والكثير من أعمال العنف الطائفي.. ونحن نعاقب أي شخص يشارك في أنشطة يعاقب عليها".
وتقدر قيمة شحنة الوقود المصادرة بنحو 40 مليون دولار، ويمكن، بحسب وزارة الخارجية الأميركية، استخدامها لتقديم دعم مالي لـ"ضحايا الإرهاب".
هذا وصرح مسؤول كبير في الحكومة الأميركية لصحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن "هذه العملية الخالية من العيوب" كانت نتيجة حملة إدارة ترامب لممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مخاوف المسؤولين الأميركيين المتزايدة بشأن تنامي النشاط الاقتصادي بين إيران وفنزويلا.
من جانبها، أكدت وزارة العدل الأميركية، أول من أمس الجمعة، ضبط 4 شحنات وقود إيرانية من ناقلات بيلا وبيرينج ولونا وباندي كانت في طريقها إلى فنزويلا، وأعلنت عن مصادرة هذه الشحنات.
تسليم طوعي للناقلات
وفي أواخر شهر مايو (أيار)، تعقب المسؤولون الأميركيون اثنتين من ناقلات النفط العديدة التي تحمل البنزين الإيراني إلى فنزويلا، ووصلوا إلى شخص مؤثر في مجال النقل في اليونان اسمه جورجيو جيالوزوغلو.
وفي إشارة إلى هذا الموضوع، قال مسؤولان أميركيان إن هذا الشخص أبلغ المسؤولين الأميركيين لاحقًا بموقع ناقلتين أخريين تحملان البنزين الإيراني.
وأشار مسؤولون أميركيون إلی أنه بعد متابعة وزارة الخارجية، تم إلغاء تسجيل الناقلات بالعلم الليبيري ومن ثم تسليمها طواعية إلى الولايات المتحدة في موقعين.
شخص مرتبط بالحرس الثوري قام بترتيب الشحنة
وفي يوليو (تموز)، رفعت وزارة العدل الأميركية دعوى قضائية ضد شحنات وقود إيرانية لفنزويلا، مشيرة إلى شخص مقيم في إيران "مرتبط بالحرس الثوري". وذكرت الدعوى هذا الشخص باعتباره الشخص الذي أعد الشحنات.
كما أشار المدعون الأميركيون إلى رسالة حول ناقلات بيلا وبيرينج نصها: "مالك الناقلة لا يريد الذهاب إلى هناك (فنزويلا) بسبب التهديد الأميركي، لكننا نريده أن يذهب. بل إننا اتفقنا على شراء السفينة."
من ناحية أخرى، نفى مالك الناقلة اليوناني، في مقابلة له الشهر الماضي، وجود أي صلة له بالحرس الثوري.
وبعد وقت قصير من رفع الدعوى القضائية في الولايات المتحدة، أمر قاض في واشنطن بمصادرة الناقلات.
وفي غضون ذلك، كتب حجت الله سلطاني، سفير إيران لدى فنزويلا في تغريدة له بالإسبانية أن السفن ليست إيرانية ولا علاقة لصاحب السفينة ولا علمها بإيران. ووصف تصريحات المسؤولين الأميركيين بأنها "أكاذيب ودعاية".