غموض حول مصیر قرض روسي لإيران بقيمة 5 مليارات دولار
قال المتحدث باسم لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الإیراني، محمد مهدي مفتح، الیوم الثلاثاء 15 يناير (كانون الثاني)، إن البرلمان الإيراني "وافق للحكومة على اقتراض خمسة مليارات دولار من روسيا لمشاريع تنموية".
ووفقًا لهذا البرلماني، فسيسمح في ميزانية العام المقبل، للحكومة الإيرانية بالحصول على نحو 30 مليار دولار من التمويل من دول أجنبية.
وتعود سابقة الاقتراض من روسيا إلى ديسمبر (کانون الأول) 2015، حين أعلن المسؤولون الإيرانيون عن قرض منخفض الفائدة لمدة خمس سنوات من روسيا إلى إيران. لكن بقي هذا الموضوع مجرد خبر، حتى أقر النواب في أغسطس (آب) 2016، وباقتراح من البرلماني، غلام رضا تاجکردون، أن تحصل الحكومة على 5 مليارات دولار من القروض بمعدل فائدة 2 في المائة من روسيا، من أجل تعويض العجز في الميزانية لعام 2016.
وقال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، دفاعًا عن القرار: "لقد تم طرح موضوع اقتراض الحکومة من روسيا".
وقد انتقد بعض النواب هذا القرار، ومنهم: محمد دهقان، عضو اللجنة القانونية في البرلمان، حيث قال إنه "لأول مرة في أعقاب الثورة، يأذن البرلمان بالاقتراض الخارجي، وأن إذن البرلمان غير دستوري".
ومع ذلك، فإن مناقشة الميزانية الإيرانية لعامي 2015 و2016 لم تحدد مبلغ القرض الروسي الذي تم دفعه إلى إيران.
وفي يوم 12 سبتمبر (أیلول) 2017، وقع بنك التنمية والشؤون المالية الأجنبية الحكومي في روسيا على عقد مالي بقيمة نصف مليار يورو مع بنك الصناعة والتعدين الإيراني الحکومي، الذي كان مخصصًا لبناء محطة الطاقة الحرارية في محافظة هرمزكان، وربما كان جزءًا من التزامات روسيا المالية تجاه إيران. ووفقًا لمسؤولين إيرانيين، فقد كان سعر الفائدة على القرض 2.77 في المائة.
واستمرارًا في الغموض الذي شاب مصير القرض الروسي لإيران، كتب موقع "اعتماد أونلاین" الإخباري، في تقرير صدر يوم 25 فبرایر (شباط) 2018: "إن أعضاء البرلمان يبدون غير مطلعين على مصير الدين الروسي البالغ 5 مليارات دولار لطهران".
ومع ذلك، قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، في جلسة استماع علنية يوم 5 مارس (آذار) 2018: "إن البرلمان وافق في السابق على قرض بقيمة 5 مليارات دولار من روسيا، وتم تسلم جزء منه". ولم يوضح لاريجاني، بطبيعة الحال، المبلغ الذي تم دفعه من القرض.
والخبر الثاني عن وفاء روسيا بالتزاماتها تجاه إيران تم نشره يوم 2 يوليو (تموز) 2018، حين بدأ مشروع شبكة غارمسار-إینجه، لکهربة السكك الحديدية، الذي بلغت قيمته 1.2 مليار يورو.. "وتقرر توفير 15 في المائة من تكلفة المشروع من التمويل المحلي، و85 في المائة من قرض حکومي روسي"، بحسب وكالة "تسنیم" الإخبارية.
ووفقًا للأخبار الرسمية، فلا يبدو أن روسيا أقرضت إيران أكثر من 2.2 مليار يورو، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي الأيام الأخيرة، أصبحت الديون الروسية موضوعًا یتداوله الإعلام. وللمرة الأولى، قال النائب عن أوروميه في البرلمان الإیراني، نادر قاضي بور، بنبرة ناقدة، يوم 3 ینایر (کانون الثاني)، إن إيران ستقترض 5 مليارات دولار من روسيا. وكان هذا البرلماني نفسه، قد وصف، في وقت سابق، أن "قرضًا بقيمة 500 مليون دولار من أذربيجان، هو وصمة عار بحق البلاد".
ولم يقدم مسؤولو الحكومة الإيرانية تقريرًا واضحًا عن التعاملات المالية بين البلدين. لکن في يوليو (تموز) الماضي کان مستشار المرشد للشؤون الدولية، قد قال: "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعد باستثمار 50 مليار دولار في صناعة النفط والغاز الإيرانية". لكن حتى الآن، لم يتم نشر التقرير حول تاريخ هذا الوعد وحجم الاستثمار الروسي.