التلفزيون الإيراني "يعتذر" بعد إهانة منشد ديني للصحابة في بث مباشر
في أعقاب الاحتجاجات وردود الفعل على انتشار إهانة منشد ديني لبعض الصحابة والخلفاء الراشدين، أدانت القناة التلفزيونية الإيرانية الخامسة، من خلال نشر بيان، "کلام هذا المنشد الديني"، واعتذرت اليوم الجمعة 24 مايو (أيار)، لأهل السنة لبثها مثل هذا البرنامج.
وفي هذا البرنامج، الذي يحمل عنوان "مولودي خواني"، ویبث على القناة التلفزيونية الإيرانية الخامسة، قام هذا المنشد الديني بإهانة "الخلفاء الراشدين، وعائشة، زوج الرسول".
ووفقًا لوکالة أنباء "إيسنا"، جاء في بيان القناة التلفزيونية الإيرانية الخامسة: "بعد بث حفل عيد ميلاد الإمام حسن المجتبى، في قسم قصير من البرنامج الذي كان يبث على الهواء مباشرة، لسوء الحظ، تصرف المنشد رادود بشكل مخالف لسياسات الوحدة في الإعلام الوطني، وأن هذا السلوك غير مؤيد بأي حال من الأحوال من قبل القناة، ومع إدانة القناة هذا التصرف، تعتذر القناة الخامسة لجميع الإخوة والأخوات من أهل السنّة".
وأكد مديرو الإذاعة والتلفزيون في هذا الإعلان أنه "سيتم اتخاذ إجراء حاسم مع جميع الأشخاص الذين کان لهم دور في هذا الحادث".
يشار إلى أن هذه المرة ليست هي المرة الأولى التي تواجه فيها الإذاعة والتلفزيون احتجاجات بسبب بث برامج تسيء "لمعتقدات أهل السنة"، ففي أغسطس (آب) من عام 2016 أيضًا، عرضت حلقة من برنامج "دورهمي" وقوبلت الحلقة باحتجاجات جماهيرية من أهل السنة. وكان سبب الاعتراض هو "إهانة" المقدم في إحدى الحلقات للصحابيين طلحة وزبير، وكلاهما من أقرب الصحابة للرسول ومن أكثر الشخصيات السنية احترامًا.
وقد تم أخذ الاعتراض على برنامج "دورهمي" إلى البرلمان، ودعا 20 نائبًا من أعضاء "لجنة أهل السنة" البرلمانية، في مذكرة مكتوبة، إلى "التعامل الصارم مع وكلاء الإنتاج ومقدم برنامج (دورهمي) بسبب إهانة رموز أهل السنّة".
مطلب أهل السنة: الامتناع عن إهانة المعتقدات الدينية وثقافة الشعوب الإيرانية
دعا عبد الحميد إسماعيل زهي، إمام جمعة أهل السنة في زاهدان، عام 2014، عبر رسالة بعث بها إلى محمد سرفراز، رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون آنذاك، لبث "أذان أهل السنة" من إذاعة وتلفزيون المناطق السنية في إيران، و"الامتناع عن إهانة المعتقدات الدينية وثقافة الشعوب الإيرانية" في الإذاعة والتلفزيون.
وكتب إمام جمعة أهل السنة في زاهدان في نفس الرسالة الموجهة إلى رئيس الإذاعة والتلفزيون الأسبق: "يجب أن تتجنب مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية الحزبية والدينية وما إلى ذلك، وأن تثبت حياديتها للجميع".
وفي السياق، احتج محمد حسين کرکيج، إمام جمعة أهل السنة في آزادشهر، في صلاة الجمعة يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) 2014، على بث برامج بعنوان "مراسم لطم وعزاء أهل السنة" في التلفزيون الإيراني، قائلاً: "لم نحزن أبدًا على النبي والخلفاء وأئمتنا، إنها ليست من شعائر مذهبنا ولدينا الحق في التصرف وفقًا لمعتقداتنا الدينية".
وقال عبد الحميد إسماعيل زهي، إمام جمعة أهل السنة في زاهدان، في 13 مايو (أيار) الحالي، في کلمة ألقاها في اجتماع عدد من علماء أهل السنة والجماعة مع الرئيس الإيراني: "إيران هي اسم اتحاد المجموعات العرقية المختلفة ويجب احترام حقوقهم.. لتحقيق الوحدة والتضامن بين الجماعات العرقية والمذهبية يجب أن تتمتع هذه الشعوب والمذاهب بحرياتها القانونية؛ ويجب أن تطبق العدالة بين الجميع".
وفي كلمته، أكد عبد الحميد أن الطلب الرئيسي لأهل السنة هو "توفير المزيد من الحرية المذهبية". وثانيًا: "استخدام نخبة أهل السنة وسائر الشعوب والمذاهب دون تمييز وتفريق"، لأن "مشاركة الشعوب والمذاهب في إدارة البلاد، يحافظ على وحدتنا وأمننا القومي".